كشفت مستجدات التحقيق في الجريمة البشعة التي هزت مدينة هيلفوتسلاوس الهولندية، والتي راحت ضحيتها سيدة تُدعى “عالية” تبلغ من العمر 63 عامًا، أن ابنها “جيسي ر.” (31 عامًا)، الذي اعتُقل وعلى متن سيارته رأس والدته، كان يعاني منذ سنوات من اضطرابات نفسية حادة، من بينها نوبات ذهانية واكتئاب هوسي.
وأفادت تقارير صحفية هولندية أن جيسي سبق له أن نشر على منصة “لينكدإن” أنه مصاب باكتئاب هوسي، معبرًا عن أمله في العثور على عمل يتفهم حالته النفسية ويستفيد من “تفوقه العقلي”، حسب وصفه. كما عبّر في منشورات سابقة عن امتنانه لأشخاص دعموه في كسر الصور النمطية المرتبطة بالأمراض النفسية.
مصادر مقرّبة من العائلة كشفت أن الأم كانت تعيش في قلق دائم بسبب تدهور الحالة العقلية لابنها، وكانت تبذل مجهودات حثيثة لإدخاله إلى مؤسسة للرعاية النفسية، غير أن محاولاتها باءت بالفشل. وقال أحد معارفه: “كان يغفو وسط النهار بعد ليالٍ بلا نوم، ويبدو غالبًا شارد الذهن ومكتئبًا، ومع ذلك، لم يكن أحد يتوقع نهاية مأساوية كهذه”.
وقعت الجريمة في منزل الأم الواقع بشارع مولنسترات في هيلفوتسلاوس، حيث كانت تستعد لاستقبال ابنها لقضاء عطلة عيد الفصح، بعدما جلبت كميات كبيرة من المشتريات، حسب شهادة الجيران. بعد وقت قصير من وصولها، سمع بعض السكان أصوات صراخ عنيف تشبه صراخًا نسائيًا وصريرًا غريبًا “كما لو أن حيوانًا يُعذّب”، على حد تعبير إحدى الجارات.
وأظهرت لقطات من كاميرات مراقبة أن جيسي فرّ من المنزل عبر الحديقة الخلفية، حاملًا كيس تسوق أزرق كبيرًا، وتوجه نحو سيارة كانت مركونة غير بعيد. لاحقًا، أوقفت الشرطة سيارته على الطريق السريع A4 بين روتردام ودلفت، ليُعثر داخلها على الرأس المقطوع لوالدته.
الشرطة فتحت تحقيقًا معمقًا في مسرح الجريمة بالمنزل وفي السيارة، وأكدت أن المشتبه فيه هو بالفعل نجل الضحية. من جهته، عبّر عمدة المدينة، آرنو شيبيرس، عن صدمته من الجريمة، وقال في بيان: “أشاطر الحزن مع عائلة الضحية وجيرانها في شارع مولنسترات.. هذه الحادثة المؤلمة لن تُمحى بسهولة من ذاكرة المدينة”.