كشفت أحدث الإحصائيات الصادرة عن مركز الأبحاث Bruss’Help عن وجود 9777 شخصًا بلا مأوى في منطقة بروكسل العاصمة، من بينهم، يعيش نحو 992 شخصًا في العراء.
الرقم الصادم يمثل ارتفاعًا بنسبة 25% مقارنة بعام 2022، ما يعكس تسارعًا في تفاقم أزمة التشرد التي لم تعد مجرّد ظاهرة اجتماعية، بل باتت تُنذر بانهيار في منظومة الحماية الاجتماعية، وبفشل تدريجي في السياسات المعتمدة لمكافحة الفقر والتهميش.
وراء هذا التزايد المقلق، تبرز عوامل عديدة ومعقدة، أبرزها الارتفاع الحاد في أسعار الإيجارات، الذي جعل من السكن اللائق حلمًا بعيد المنال لشرائح واسعة من المواطنين، خصوصًا في ظل محدودية الدعم الحكومي وقصور برامج الإسكان الاجتماعي.
أضف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية التي تضرب أوروبا عمومًا، والتي تفاقمت بفعل التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، ما دفع بالعديد من العائلات والأفراد إلى حافة الفقر، ثم إلى الشارع.
لكن الأرقام لا تُخبرنا بكل شيء. التعداد الأخير لعام 2024، الذي استندت إليه صحيفتا لوسوار ودي ستاندارد ، ألقى الضوء على تنوع الأوضاع المأساوية التي يعيشها المشردون، فمنهم شباب انفصلوا عن أسرهم في سن مبكرة، ونساء فررن من العنف الأسري، وآخرون يعانون من اضطرابات نفسية أو إدمان، يعيشون على هامش المجتمع، بعيدًا عن أي رعاية أو متابعة.