أصدرت محكمة دن بوش الهولندية، يوم الأربعاء، حكمًا بالسجن ست سنوات في حق هولندي من اصل مغربي يبلغ من العمر 47 عامًا ، على خلفية تورطه في جرائم تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات وغسيل أموال. كما أدانت المحكمة شريكته، “فاطمة الزهراء س” المستشارة الجماعية عن حزب “VVD” في بلدية ايندهوفن، وحكمت عليها بتسعة أشهر حبسًا، منها ستة أشهر موقوفة التنفيذ، لمشاركتها في عمليات غسيل الأموال.
وتعود القضية إلى سنة 2020، حين واصل المتهم “نَبيل ن” نشاطه الإجرامي في تجارة الكوكايين فور خروجه من السجن، حيث كان يتولى تهريب حزم من الكوكايين عبر ميناء روتردام. واعتمدت المحكمة على رسائل مشفّرة من هاتفه لتأكيد استمراره في هذه العمليات حتى مارس 2021، إلى جانب تحضير صفقات مخدرات أخرى.
التحقيقات كشفت أيضًا عن إنفاق مبالغ مالية طائلة بين ماي 2020 ويناير 2024، لا تتناسب مع دخلهما الرسمي، شملت مصاريف معيشة فاخرة، إصلاحات منزلية، شراء مجوهرات وسيارات ورحلات سياحية. وتبيّن أن فاطمة الزهراء كانت على علم تام بمصدر الأموال، بل وأدت دورًا فعالًا في إخفاء النقود وتحضيرها لتسليمها إلى أطراف أخرى.
وفي حيثيات الحكم، شددت المحكمة على أن نَبيل سبق أن أُدين في قضايا مماثلة، ما يعكس إصراره على الاستمرار في الجريمة لتحقيق الربح المادي. أما فاطمة الزهراء، فاعتبرتها المحكمة قد خانت ثقة المواطنين، لكونها تستغل منصبًا عموميًا بينما تستفيد من أموال غير مشروعة، وهو ما أكدته رسائل كانت تبعث بها لشريكها، من بينها عبارة: “لو يعلمون فقط…”.
ورغم التغطية الإعلامية الواسعة للقضية، أكدت المحكمة أن ذلك لا يشفع للمستشارة الجماعية ولا يقلل من جسامة الأفعال المرتكبة، خاصة بعد أن استغل الزوجان الأموال غير القانونية لبناء مكانة اجتماعية لا يستحقانها.