الدريوش : عامل الإقليم يشرف على تدشين مركز بودينار لذوي الاحتياجات الخاصة

في خطوة جديدة تؤكد التزام الدولة بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية، أشرفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الدريوش، يوم الأربعاء 09 أبريل 2025، على تدشين مركز جديد لذوي الاحتياجات الخاصة بجماعة بودينار، تحت إشراف عامل الإقليم السيد عبد السلام فريندو، مرفوقاً بوفد رسمي رفيع المستوى، يمثل مختلف مكونات الإدارة الترابية، والقطاعات الأمنية،من القيادات الإقليمية للدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية،الهيئات المنتخبة، والمدنية.

يأتي إنجاز هذا المركز في إطار إستراتيجية شاملة أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، بعد إحداث مراكز مماثلة بكل من جماعتي تفرسيت ودار الكبداني.

 

ويُعد مركز بودينار لبنة إضافية في هذا المسار، حيث تم بناؤه وتجهيزه وفق أعلى المواصفات، لضمان تقديم خدمات اجتماعية، وتربوية، ونفسية، وصحية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وقدّم رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الدريوش، السيد عبد الواحد بلعري، شروحات مفصلة حول المشروع، أبرز من خلالها أهداف المركز، ومكونات بنيته التحتية، والوظائف التي سيتكلف بها على المدى القصير والمتوسط، سواء في شق التأهيل أو الإدماج أو التكوين.

 

وتضمنت هذه الجولة التفقدية وقوف السيد العامل والوفد المرافق له على مختلف مرافق المركز، حيث تم التواصل مع الأطر العاملة والمستفيدين، في لحظات تفاعلية إنسانية أثرت في الجميع، خصوصاً عند التطرق لكيفية التعامل اليومي مع الحالات الخاصة.

 

بلغت الكلفة الإجمالية لإنجاز المشروع ما يقارب 6.28 مليون درهم، توزعت بين 3.95 مليون درهم مخصصة للبناء، و1.35 مليون درهم للتجهيز، بالإضافة إلى 980 ألف درهم لاقتناء سيارتين خاصتين بالنقل، تم تسليمهما خلال الحفل.

 

وستتولى جمعية أسينات للتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة تسيير المركز، بشراكة مع مختلف المتدخلين، من أجل ضمان استمرارية خدماته وتحقيق أهدافه النبيلة.

 

تميّز حفل التدشين بحضور شخصيات وازنة، من بينها الكاتب العام لعمالة الدريوش، ورؤساء المصالح بالعمالة، رئيس المجلس الإقليمي،رئيس جماعة بودينار،المندوب الإقليمي للتعاون الوطني،رئيس الدائرة،قائد قيادة بودينار، والنائبان البرلمانيان منعم الفتاحي وعبد الله أوشن،رئيس المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي،وللعديد من الشخصيات وفعاليات حقوقية ومهتمين بمجال الإعاقة.

 

هذا الحضور الكثيف يعكس أهمية المشروع ورمزيته في الدينامية التنموية التي يعرفها الإقليم تحت إشراف عامل الإقليم، وضمن الرؤية الملكية السامية الرامية إلى دعم الفئات الهشة ورفع التهميش عنها.

 

يراهن هذا المشروع على تعزيز تمكين ذوي الهمم عبر توفير فضاء ملائم يقدم خدمات يومية شاملة : من التأطير النفسي والدعم التربوي، إلى التأهيل المهني والتكوين، مرورا بالأنشطة الترفيهية والتثقيفية.

 

ويمثل هذا المركز بُعداً عملياً في تنزيل النموذج التنموي الجديد، وتكريس القيم الدستورية المتعلقة بالمساواة والكرامة والحق في المشاركة.

 

وفي ختام الحفل، تم توزيع شواهد تقديرية على الشركاء والمساهمين في إنجاح المشروع، تقديراً لجهودهم في إخراجه إلى حيز الوجود، قبل أن يُختتم النشاط بحفل شاي أقيم على شرف الحضور.

بهذا الإنجاز، يخطو إقليم الدريوش بثبات نحو إرساء أسس تنمية دامجة وشاملة، تجعل من رعاية الأشخاص في وضعية إعاقة أولوية وطنية ومجتمعية، تعكس عمق التحول الذي تعرفه بلادنا في مجال التنمية البشرية.