تقدّمت ناشطة مثيرة للجدل – من أصول مغربية – بشكاية رسمية إلى النيابة العامة، تطالب فيها بفتح تحقيق عاجل بشأن واقعة إحراق “علم إسرائيل” خلال التظاهرة الأخيرة التي شهدتها العاصمة الرباط، يوم الأحد 6 أبريل 2025.
مضمون الشكاية!!
وحسب ما ورد في نص الشكاية، فإن المعنية بالأمر – التي يبدو أن الحمية قد أخذتها على الكيان الغاصب المتورط في إبادة جماعية وجرائم حرب مروعة في غزة – اعتبرت أن الحادثة تدخل ضمن ما زعمت أنه “مناهضة السامية”، وتشكل إساءة رمزية لدولة معترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة، وفق تعبيرها.
وأشارت المشتكية إلى أن هذا الفعل وقع أمام مبنى البرلمان خلال المسيرة التي دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”.
وأكدت الناشطة التي سبق وقذفت أم الصحفي حميد المهداوي، والتي تُعرف نفسها بكونها فاعلة مدنية وجمعوية، أنها تتقدّم بهذا الطلب بصفتها مواطنة مغربية، دفاعًا عن القيم الدستورية التي تضمن الكرامة والمساواة لكل المغاربة، بمن فيهم المواطنون من أصول يهودية.
واعتبرت أن واقعة إحراق علم العدو الصهيوني الغاصب تمثل “خرقًا للمواثيق الدولية ومساسًا بالهوية الوطنية الجامعة”.
سياق شكاية الناشطة المثيرة
جاءت هذه التطورات بعد يومين فقط من المسيرة الوطنية الكبرى التي اجتاحت شوارع الرباط، والتي شارك فيها آلاف المواطنين استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”.
وقد شهدت المسيرة رفع شعارات منددة بالعدوان الصهيوني الهمجي المستمر على الشعب الفلسطيني، خصوصًا في قطاع غزة.
كما وثّقت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة إحراق علم العدو الصهيوني الغاصب من قبل مجموعة من الممواطنين المغاربة أمام البرلمان، وهي الواقعة التي يبدو أنها لم ترق للناشطة اليهودية أو لمن قد يكون وراء تقدمها بهذه الشكاية الغريبة.
وقد عرفت المسيرة مشاركة واسعة من مختلف الحساسيات السياسية والنقابية والحقوقية، بالإضافة إلى حضور شبابي وشعبي لافت، في ظل تصاعد وتيرة الهجوم الصهيوني على غزة، واستمرار الوضع الإنساني المتدهور نتيجة الحصار والدمار المستمر، إلى جانب الانتهاكات الجسيمة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
ويستمر الشعب المغربي بكافة أطيافه في التعبير عن تضامنه المطلق والثابت مع القضية الفلسطينية، منددًا بسياسات العدو الصهيوني الغاصب التي تشمل القتل والتدمير والتهجير والتجويع، وسط دعوات متصاعدة لوقف كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الغاصب.