قضت محكمة الاستئناف في أرنهيم الهولندية، يوم الجمعة، بالسجن لمدة 26,5 سنة في حق زعيم عصابة مغربية في قضية ابتزاز استهدفت شركة “دي خروت فريش غروب” المتخصصة في استيراد الفواكه بمدينة هيدل. هذه العقوبة جاءت مطابقة لما طالب به الادعاء العام، وتُعدّ أشد بكثير من تلك التي قضت بها المحكمة الابتدائية عام 2022، والتي بلغت 19 سنة وعشرة أشهر.
تعود فصول القضية إلى سنة 2019، حين تم العثور على 400 كيلوغرام من الكوكايين داخل شحنة موز وصلت إلى الشركة، التي لم تكن لها أي علاقة بالمخدرات، وسارعت بإبلاغ الشرطة، مما أدى إلى حجز الكمية. عقب ذلك، بدأت محاولات ابتزاز الشركة عبر رسائل نصية تطالب بمبالغ مالية ضخمة أو تحويلات بعملة البيتكوين.
وبعد حصول علي.ج – وهو معتقل حينها – على لائحة موظفي الشركة إثر خطأ من النيابة العامة، بدأت سلسلة من الاعتداءات باستخدام قنابل نارية استهدفت منازل عدد من الموظفين، خلال عامي 2020 و2021، ما خلف حالة من الرعب في منطقة بوميلرفارد، حيث اندلع حريق هائل في إحدى المزارع السكنية كاد يودي بحياة سكانها لولا فرارهم عبر النوافذ.
ورغم اعتقاله، استمرت محاولات الابتزاز بتنسيق من داخل السجن، حيث تم تنفيذ عدة هجمات ليلية، شملت إطلاق نار وإضرام نيران، مما جعل السكان إلى العيش في خوف دائم.
وكانت المحكمة الابتدائية قد أدانت سنة 2022 اثني عشر متهماً، بينهم علي.ج، بعقوبات تراوحت بين 18 شهراً وقرابة 20 سنة. لكن محكمة الاستئناف رأت أن بعض التهم تتعلق بمحاولة القتل وليس فقط بمحاولة التسبب في الوفاة، وهو ما أدى إلى تشديد العقوبة القصوى.
وشملت الأحكام كذلك الحكم على الأخ غير الشقيق للمتهم الرئيسي، ياسين.أ، بالسجن عشر سنوات، لدوره كوسيط وتوفيره العناوين والمواد المتفجرة. كما حُكم على وسيط آخر شارك في تنظيم أربع عمليات إطلاق نار ومحاولة قتل عبر الحرق بالسجن عشر سنوات أيضاً، بينما نال وسيط ثالث تسع سنوات لدوره في وضع قنابل في عدة هجمات.
أما بقية المتهمين، فقد تراوحت الأحكام الصادرة في حقهم بين سنتين وعشر سنوات، بما في ذلك متهم كان قد بُرّئ ابتدائياً، ليُدان استئنافياً بالسجن لمدة 30 شهراً، منها عشرة موقوفة التنفيذ، مع ثلاث سنوات من المراقبة.