أثارت الحلقة 23 من المسلسل المغربي “رحمة”، الذي يُعرض على قناة ″MBC5“، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تضمنها مشاهد وصفها المتابعون بـ”المخلة بالحياء” وغير المناسبة للمشاهدة العائلية.
وانتقد العديد من رواد المنصات الرقمية إدراج مشاهد اعتبروها “جريئة” في عمل درامي موجه للأسرة المغربية، مشيرين إلى أن ذلك لا يتماشى مع القيم المجتمعية التي تحرص على متابعة المسلسلات المحلية بشكل جماعي.
انتقادات لاذعة ومطالب بضبط المحتوى
أثار المشهد الذي جمع بين الممثلة كريمة غيث والممثل هيثم مفتاح حفيظة عدد من المشاهدين، الذين اعتبروا أن تسليط الضوء على موضوع مثل الخيانة الزوجية لا يستدعي بالضرورة تجسيده بطريقة مباشرة، حيث عبر أحد النشطاء قائلاً: “الجمهور المغربي ذكي، وبعض التلميحات كافية لإيصال الرسالة دون الحاجة إلى مشاهد قد تكون صادمة”.
في المقابل، دافعت أصوات أخرى عن العمل، معتبرةً أن الدراما تعكس الواقع الاجتماعي، وأن تسليط الضوء على القضايا الحساسة لا يعني بالضرورة تجاوز الخطوط الحمراء.
نجاح درامي رغم الجدل
ورغم هذه الانتقادات، يحظى مسلسل “رحمة” بنسب مشاهدة مرتفعة، حيث تمكن من شد انتباه الجمهور بفضل قصته الإنسانية التي تتناول معاناة الأمهات اللواتي يربين أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل غياب الأب، وهو موضوع قلما تطرقت إليه الدراما المغربية بهذه العمق.
وأشاد العديد من النقاد بالأداء القوي لمنى فتو وعبد الله ديدان، اللذين جسدا شخصياتهما بإحساس عالٍ، مما ساهم في تعزيز تأثير العمل على المشاهدين.
تساؤلات حول مستقبل الدراما المغربية
يثير هذا الجدل نقاشًا أوسع حول طبيعة المحتوى الدرامي في المغرب، ومدى توازنه بين تناول القضايا الواقعية واحترام الخصوصية الثقافية للمجتمع. وبين من يرى ضرورة منح الدراما هامشًا أكبر للحرية في طرح المواضيع، ومن يطالب بضبط المحتوى ليتلاءم مع المشاهدة العائلية، يبقى النقاش مفتوحًا حول توجهات الإنتاج التلفزيوني في المغرب خلال السنوات المقبلة.