يشهد شهر رمضان زيادة في حالات اعتناق الإسلام، حيث يعد فترة للتأمل الروحي والتقرب من الله لدى المسلمين. بين روزالي إييركامب، شابة هولندية تبلغ من العمر 22 عاما، قررت اعتناق الإسلام منذ ثلاث سنوات، وتعتبر أن رمضان يمثل لها وقتا مميزا للغاية.
رحلة بين روزالي لاعتناق الإسلام
تقول مؤسسة “بيكيرلينج”، وهي منظمة تدعم المعتنقين الجدد للإسلام، إن شهر رمضان هو الفترة التي يتم فيها معظم حالات الدخول إلى الإسلام، نظرا للتركيز الكبير على هذا الشهر في المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي.
بالنسبة لبين، لم يكن الطريق سهلا تماما. “عندما يعتنق شخص ما الإسلام، يواجه أحيانًا أحكامًا مسبقة”، تقول روزالي. وتضيف: “يعتقد البعض أنك تفعل ذلك بحثًا عن الاهتمام أو بسبب علاقة مع شخص مسلم، لكن بالنسبة لي، كان الأمر مختلفًا تمامًا. لقد وجدت في الإسلام راحة نفسية وساعدني على رؤية الحياة بإيجابية.”
عندما انتقلت إلى أوترخت في سن الثامنة عشرة، بدأت تكتشف الإسلام من خلال صديقاتها المسلمات. “كنت دائما أشعر أن هناك شيئا أكبر، وعندما رأيت صديقاتي يصلين، شعرت بالفضول وقررت التعرف على الإسلام عن قرب.” التحقت بدروس في المركز الثقافي الإسلامي في ليدسيه راين، وهناك شعرت بانجذاب كبير نحو الدين.
تتذكر روزالي لحظة دخولها المسجد لأول مرة: “شعرت فورًا بالراحة، وكأنني وجدت شيئا كان ينقصني.” وبعد عام من البحث والدراسة، نطقت بالشهادتين في سن التاسعة عشرة، لتصبح مسلمة بشكل رسمي.
تحديات القبول العائلي
لم تكن عائلتها على دراية بالإسلام في البداية، وأبدوا بعض المخاوف بشأن قرارها. تقول مؤسسة “بيكيرلينج” إن هذا أمر شائع بين العائلات، ولذلك تقدم المؤسسة الدعم للأسر لمساعدتهم على فهم الدين الجديد الذي اختاره أحد أفرادها.
اليوم، تقف عائلة روزالي إلى جانبها وتدعمها، بعدما لاحظوا التغيرات الإيجابية في حياتها. “لقد رأوا كيف تغيرت للأفضل، وأصبحوا أكثر انفتاحًا على معرفة المزيد عن الإسلام. الحمد لله”، تقول روزالي. وتضيف أن والدتها أصبحت تطهو لها الطعام الحلال عندما تكون في المنزل.
دعم المعتنقين الجدد
لا يحظى جميع المعتنقين الجدد بنفس مستوى الدعم من عائلاتهم، ولهذا السبب تنظم جمعيات مثل “بيكيرلينج” فعاليات خاصة لدعمهم. ومن بين هذه الفعاليات، يُقام في أوترخت إفطار جماعي مخصص للمسلمين الجدد، يهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء والتواصل بينهم.
تصف روزالي هذه الفعالية بأنها “مبادرة رائعة”، لكنها لن تتمكن من حضورها لأنها تتواجد حاليًا في دبي لاستكمال تدريبها النهائي. وتستغل وجودها هناك في الصلاة في المساجد المختلفة، خاصة خلال رمضان.
تجربة روحانية في رمضان
تحاول روزالي أداء الصلاة في المسجد خلال رمضان قدر الإمكان، خصوصا صلاة التراويح، وهي الصلاة التي تؤدى بعد العشاء في ليالي رمضان ويُتلى خلالها القرآن الكريم. “عندما تصلي مع الجماعة، تشعر بروح الترابط والانتماء، وهو شعور رائع للغاية”، تقول روزالي.
تجربة اعتناق الإسلام لم تكن مجرد تغيير ديني بالنسبة لها، بل كانت رحلة نحو السلام الداخلي واليقين الروحي، وهو ما جعلها ترى رمضان كوقت مميز مليء بالروحانية والطمأنينة.