معطيات رسمية تبرز تشبث المهاجرين المغاربة بحياة الغربة على العودة إلى الوطن

رغم تصدر المغاربة قائمة الجاليات الأجنبية المقيمة في إسبانيا، إلا أن استفادتهم من برنامج العودة الطوعية، الذي أطلقته الحكومة الإسبانية عام 2009، تبقى هامشية مقارنة بجنسيات أخرى.

وأظهرت معطيات وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة أن 55 مغربياً فقط عادوا إلى بلدهم الأصل عبر هذا البرنامج منذ إطلاقه، من بينهم 3 أشخاص فقط خلال العام الماضي.

 

في المقابل، استفاد 3,869 مهاجراً كولومبياً من المبادرة خلال الفترة نفسها، مع تسجيل 1,131 حالة عودة إلى كولومبيا في 2024 وحده، ما يجعله البلد الأكثر استقبالاً للمهاجرين العائدين من إسبانيا.

 

ويهدف البرنامج، الذي تبلغ تكلفته السنوية 4.6 مليون يورو، إلى تغطية تكاليف العودة للراغبين في مغادرة إسبانيا طوعاً، مع تقديم 450 يورو كمساعدة أولية، فضلاً عن دعم اقتصادي وتقني لإنشاء مشاريع في بعض الدول، مثل كولومبيا وهندوراس والسنغال.

 

ويعتمد البرنامج على تمويل مشترك بين الحكومة الإسبانية وصندوق اللجوء والهجرة والاندماج الأوروبي (FAMI)، بالإضافة إلى شراكة مع منظمة الهجرة الدولية (IOM).

 

وتُظهر الإحصائيات أن الجنسيات الأكثر استفادة من البرنامج، بعد كولومبيا، تشمل بوليفيا (3,778 عائداً)، هندوراس (2,618)، البرازيل (2,548)، الأرجنتين (2,527)، الإكوادور (2,028)، وباراغواي (1,973).

 

أما على المستوى الجغرافي داخل إسبانيا، فتتصدر مدريد قائمة الأقاليم التي سجلت أكبر عدد من العائدين بـ 8,149 شخصاً منذ 2009، تليها الأندلس (3,811) وبلنسية (3,801)، فيما تحتل كتالونيا المرتبة الرابعة بـ 3,149 مستفيداً، رغم ارتفاع نسبة المهاجرين من أصول إفريقية فيها.

 

ورغم الحوافز المالية والإدارية التي يوفرها البرنامج، يبقى إقبال المغاربة عليه ضعيفاً مقارنة بجنسيات أخرى، ما يعكس عوامل متعددة، من بينها ظروف الاندماج في سوق العمل الإسباني، والتفاوت في المساعدات المقدمة حسب الدول المستفيدة.