ما الذي فعله الناشط الجزائري رشيد نكاز في المغرب؟

بدت الحركة يائسة وبائسة جدا، والهدف منها واضح لا يحتاج إلى الكثير من التفكير: محاولة لاستفزاز المغرب والمغاربة، للخروج بنتيجة ملؤها التباكي والنواح.

ما لم يعلمه صاحب الفكرة، الناشط الجزائري رشيد نكاز، وهو يفكر ويدبّر، ثم يقبل ويدبر، ويضع مقطع الفيديو ذاك على فيسبوك، أن كل المحاولات التي سبقته باءت بالفشل، وأن المملكة تخرج، في كل مرة، منتصرة، ومؤكدة أن النضج والحكمة شعاران لا مناص منهما هنا.. في هذا البلد.

 

طبعا، كان باستطاعة “الناشط” أن يرويَ أضغاث أحلامه وهو في فرنسا، أو في بلده الجزائر، لكنه آثر أن يفعلها أمام معلمة “مغربية”، ناسباً إياها للجزائر أيضا.. على غرار كل ما هو مغربي طبعا !

 

20 دقيقة تقريبا من الكلام العبثي، الذي ظاهره التوحد والتآخي، وباطنه الاستفزاز والمغالطات التاريخية المتعوّدة وغير الجديدة.

 

يقول الرجل، مثلا، أن باني مسجد الكتبية هو الخليفة عبد المومن “الجزائري”، لكنه يعود ليخبرنا أنه لم تكن هناك حينها “حدود مصطنعة”.. فلم تصر إذن على أن الرجل “جزائري” رغم غياب الحدود؟ ألا يفترض به، والحالة هذه، أن يكون مغربيا؟ مغاربيا؟ أو حتى شمال إفريقي، كما قلت؟

 

أوقف الرجل إذن، ثم تم إطلاق سراحه من قبل السلطات الأمنية، وفق مصادر محلية، ولم يكن هذا هو المرجوّ طبعا.. فشلت خطة نكاز للأسف !

 

من الواضح أن الضغط الذي واجهته الجزائر دوليا بسبب بوعلام صنصال، تريد أن تصدّر مثله للمغرب، لكن بطرق صبيانية لا تنطلي على أحد.

 

لو أن الرجل تحدث فقط عن الإخاء والوحدة فعلا، دون أن يكلف نفسه إطلاق خزعبلاته، أو حمل خريطة مبتورة للمغرب، وعرضها في المقطع، لصدّقه المغاربة، الذين دعاهم الملك محمد السادس أكثر من مرة إلى تجنب الإساءة إلى جيرانهم.

 

فيد المغرب كانت دائما، ولا زالت، ممدودة نحو الجزائر من أجل مستقبل أفضل، ولا يحتاج المغرب أبدا إلى دعوة ملغومة كهذه لكي يتذكر الإخاء والوحدة.

 

كان على هذا الشخص أن يفعل كل ما فعله في بلده الجزائر، وسيكون حينها تصرفه مفهوما، ربما يقف، مثلا، أما زليج مغربي ويتحدث عنه وعن تاريخه.. ودائما في إطار “الوحدة والإخاء”.

 

ما فعله نكاز مضحك ومؤسف.. مجرد محاولة لن تكسبه الشهرة التي حلم بها، ولن تحوله إلى “مناضل” على حساب المغرب.. فالأمر أكبر منه فعلا.

 

مرة أخرى: فشلت خطتك يا رشيد للأسف !