لوبارزيان: الأمن المغربي يُلقي القبض على “زعيم زعماء” تجارة المخدرات مطلوب للسلطات الفرنسية

كشفت صحيفة “لوبارزيان” الفرنسية، يوم أمس الجمعة، أن السلطات المغربية ألقت القبض على مهرب المخدرات الفرنسي عصام لحراش ذو الأصول المغربية، المعروف بلقب “زعيم زعماء” تهريب المخدرات، في قضية اختطاف تورط فيها أيضا مغني الراب الفرنسي “ماس” الذي كان بدوره قد اعتُقل سابقا في الدار البيضاء.

وذكرت الصحيفة المذكورة، في تقرير تداولته الصحافة الفرنسية على نطاق واسع، أن لحراش، الذي يُعتبر من أبرز مهربي المخدرات في مدينة نانت الفرنسية، تم توقيفه مؤخرا في المغرب برفقة عدد من المقربين منه، وذلك في إطار تحقيق تجريه السلطات القضائية المغربية بشأن تهمتي “الاختطاف” و”الاحتجاز القسري”.

 

وأضافت صحيفة “لوباريزيان” أن لحراش يُعرف لدى السلطات الأمنية الفرنسية بتورطه في قضايا تهريب المخدرات وتصفيات الحسابات في مدينة نانت، وهو حاليا موضوع تحقيق من قبل الهيئة القضائية المتخصصة في رين، مشيرة إلى أن محاكمة سابقة في يناير 2025 كشفت أنه كان يعيش في فندق فاخر في طنجة يُدعى اللؤلؤة الزرقاء.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن اعتقال لحراش يأتي في سياق تحقيق جنائي يُعرف باسم Poids Plume، يتعلق بعملية تهريب مخدرات منظمة إلى فرنسا، لافتة إلى أن السلطات الفرنسية كانت قد ضبطت 360 كيلوغراما من الكوكايين في ميناء مونتوار دو بريتاني عام 2022.

 

ورغم إلقاء القبض عليه، تشير الصحافة الفرنسية، تظل مسألة تسليمه إلى فرنسا غير مؤكدة، إذ يحمل لحراش الجنسية المغربية، وهو ما قد يعقد إجراءات التعاون القضائي بين الرباط وباريس، بالرغم من الاتفاقيات الأخيرة الموقعة بين البلدين لتسهيل التعاون القضائي في المسائل المتعلقة بالقضايا الإجرامية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، زار العاصمة الرباط يوم الاثنين الماضي، وأكد على أهمية التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، مشيدا بالدور الريادي للقضاة المغاربة وجهودهم إلى جانب نظرائهم الفرنسيين في التصدي لهذه الظواهر.

 

وجاء هذا التأكيد خلال التوقيع على البيان المشترك بين دارمانان ووزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، بهدف لتعزيز التعاون القانوني والقضائي بين البلدين، وتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا في المجالات القانونية والقضائية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد شكل هذا الإعلان ثمرة المحادثات التي انطلقت خلال إعداد خطة العمل الموقعة بتاريخ 31 ماي 2024، والتي تشمل عدة مجالات مهمة وذات أولوية، أبرزها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بين المغرب وفرنسا.

 

وأكد الوزيران، وفق المصدر نفسه، على الأهمية الاستراتيجية لهذا المحور، أي الإرهاب والجريمة المنظمة، الذي يمثل تهديدا رئيسيا على المستويين الوطني والدولي، ويؤثر بشكل كبير على السيادة والأمن والاقتصاد والبيئة والتنمية في كلا البلدين.