ارتسم مشهد مهيب في مسجد طارق بن زياد بفرانكفورت يحمل مزيجًا من الحزن والخشوع في جنازة طفل بريء (سنتين) قُتل غدرًا، من طرف أفغاني، تاركًا وراءه جرحًا عميقًا في قلوب عائلته والمجتمع.
امتلأت قاعة الصلاة بالمصلين الذين توافدوا من كل أنحاء المدينة، وجوههم تعكس ألمًا عميقًا وغضبًا مكبوتًا، بينما خيم الصمت إلا من همسات الدعاء والاستغفار.
في مقدمة الصفوف، وقف عمدة فرانكفورت إلى جانب قنصل المملكة المغربية ومسؤولين آخرين، تعبيرًا عن تضامنهم مع العائلة المكلومة، حضورهم كان رمزًا للوحدة في مواجهة هذا الحادث الأليم، وتأكيدًا على رفض المدينة لكل أشكال العنف.
بجانب المسجد وحول أسواره تمركز أفراد من شرطة فرانكفورت بملامح جدية، يعكس وجودهم التزامًا واضحًا بتحقيق الأمن والنظام.
وُضع النعش الصغير المغطى بغطاء أخضر مزين بالآيات القرآنية في منتصف المسجد، بينما توجهت الأنظار نحوه بقلوب يعتصرها الألم. تقدم الامام لإقامة صلاة الجنازة، ورفع صوته بالتكبير، فتجاوب معه المصلون الذين امتلأت صفوفهم حتى في القاعات المجانبة للمسجد.
�الدعاء للطفل المغدور كان خاشعًا ومؤثرًا، حيث علت أصوات الجميع بالتضرع: “اللهم اجعله فرطا لوالديه، واجعله في كفالة ابراهيم واجعل مثواه الجنة، وصبّر أهله على مصابهم.”
بعد انتهاء الصلاة، حمل النعش وسط دموع الأهل والمعزين.
ارتفعت أصوات الاستغفار والدعاء مع انطلاق الموكب نحو مدينة اشافمبورك. المشهد كان مهيبًا ومليئًا بالمشاعر، حيث اختلطت دموع الحزن بالأسى على الاعتداء الذي لحق بالطفل.
داخل المسجد، ألقى عمدة فرانكفورت كلمة قصيرة أمام المصلين، أكد فيها تضامن المدينة مع العائلة، ورفض العنف بكل أشكاله، بينما عبّر القنصل المغربي عن دعمه للعائلة وسعيه لضمان حقوقهم. أما الشرطة، فقد عبرت عن دعمها والوقوف مع المنظمين في مسجد طارق بن زياد بفرانكفورت.
كانت الجنازة شهادة على ألم عميق، لكنها أيضًا رسالة قوية عن التكاتف والتضامن الإنساني في وجه المآسي.
في هذه اللحظات تذوب الفوارق ويتوحد الجميع في مشهد يعكس روح الجماعة والتآزر في مواجهة الحزن والمصير المحتوم.