تمكنت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، بالتعاون مع الشرطة الإقليمية لإقليم كتالونيا، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المخدرات، وذلك بعد إحباط عملية إنزال لكمية كبيرة من مخدر “الشيرا”، بلغت في مجموعها أربعة أطنان.
وأفادت مصادر أمنية إسبانية، أن العملية تمت عبر قارب مخصص لتهريب المخدرات بسرعات عالية، في خليج “بورت أوليفيت”، الواقع بمنطقة “لاميتيا دي مار”، في إقليم تاراغونا، شمال شرقي إسبانيا. مشيرة إلى أنها أسفرت عن اعتقال خمسة رجال وامرأة، كانوا يستغلون شواطئ دلتا “إيبرو”، كنقطة استقبال رئيسية للمخدرات القادمة من المغرب.
ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن خيوط هذه القضية، بدأت في 26 ماي 2024، حين تمكنت دورية أمنية تابعة لمفوضية “لاميتيا دي مار”، أثناء قيامها بجولات ليلية، من ضبط عملية تهريب كبرى على شاطئ محلي، ليتم عند تدخل عناصر الشرطة، العثور على قارب سريع بطول 15 متراً، مزود بثلاثة محركات خارجية، بالإضافة إلى شاحنة صغيرة كانت جاهزة لتحميل الطرود، وعدد من حزم الحشيش متناثرة على الشاطئ، حيث حاول عدد من الأشخاص الفرار من المكان، إلا أن الملاحقة الأمنية أسفرت عن توقيف سبعة أفراد متورطين بشكل مباشر في هذه العملية.
وخلال تفتيش القارب، عثرت الشرطة على رصاصة عيار 9 ملم داخله، كما تم استخراج مسدس محشو بنفس العيار، كان قد أُلقي في الماء أثناء محاولات الهروب.
ونتيجة للعثور على هذه الأدلة، تم تشكيل فريق تحقيق مشترك مع وحدة مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، التابعة للشرطة الوطنية في مدينة أليكانتي، حيث كشفت التحريات أن المعتقلين كانوا تحت المراقبة، بسبب علاقتهم بشبكة إجرامية كبيرة تتخذ من أليكانتي قاعدة لعملياتها.
وعلى مدى عدة أشهر، تمكنت السلطات من تحديد هوية ستة أشخاص آخرين، يقطنون بمقاطعة أليكانتي، يُشتبه في تورطهم المباشر في عمليات تهريب المخدرات، قبل أن تنفذ عملية مداهمة دقيقة استهدفت منازل المشتبه فيهم، بما في ذلك منزل زعيم الشبكة في بلدة “مورو دي ألكوي” (أليكانتي)، إذ أسفرت العملية عن العثور على كميات صغيرة من الحشيش، وأدلة أخرى تثبت تورطهم.
وأوضحت المصادر الأمنية ذاتها، أن المعتقلين، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة، وُجّهت لهم تُهم خطيرة، تتعلق بجرائم ضد الصحة العامة (الاتجار بالمخدرات)، والانتماء إلى منظمة إجرامية. وتم نقلهم إلى مركز الشرطة في “تورتوسا” (إقليم كتالونيا)، حيث مثلوا أمام القضاء، أول أمس الخميس، قبل أن تكشف التحقيقات أن أغلب المتورطين لديهم سوابق جنائية في قضايا مماثلة.
كما تشير التحقيقات، إلى أن المخدرات التي تم إحباط تهريبها، مصدرها المغرب، مما يسلط الضوء على خطورة شبكات التهريب، التي تستغل القرب الجغرافي بين شمال المغرب، وجنوب إسبانيا.