أظهرت نتائج الأبحاث الأولية التي باشرتها عناصر الدرك الملكي، بالمركز الترابي الصويرية القديمة، التابع للقيادة الجهوية لآسفي، معطيات جديدة تكشف الجرائم البشعة التي كان يمارسها إمام مسجد بتراب جماعة المعاشات في حق أطفال الدوار، بعد أن تبين تورطه في تصوير أشرطة تتضمن ممارساته الشاذة، في حق القاصرين والقاصرات.
وحسب الخبر الذي أوردته صحيفة «الصباح»، استنادا إلى مصادرها، فإن المتهم لم يكن يكتفي بجرائم هتك العرض والاغتصاب والاستغلال الجنسي للأطفال، بل تجاوز الأمر إلى القيام بتوثيق اعتداءاته الجنسية بالصوت والصورة بواسطة كاميرا هاتفه المحمول والاحتفاظ بمشاهد إباحية لإعادة مشاهدتها واستغلالها في إشباع نزواته الشاذة.
وأفادت المصادر ذاتها للجريدة أنه تقررت إحالة الهاتف المحمول المحجوز على مختبر الدرك الملكي، لإخضاع محتوياته للخبرة لما يتضمنه من معطيات تكشف حجم الجرائم المرتكبة في حق أطفال آخرين ينتمون لدواوير سبق أن اشتغل بها، قبل الانتقال إلى مسرح الجريمة، مكان افتضاح ممارساته الشاذة.
وبحسب اليومية، فقد كشفت المعطيات الأولية للبحث أن قضية مجموع ضحايا البيدوفيل الذي اعتاد اصطحاب القاصرين إلى قضاء العبادة لممارسة الجنس عليهم بعد استدراجهم بطرق مختلفة، ما زالت تحمل الكثير من المفاجآت بعد أن ارتفع العدد المعلن عنه في البداية من 8 أطفال إلى 14 طفلا في الوقت الحالي.
وتؤكد مصادر الجريدة أن الرقم مرشح للارتفاع، اعتمادا على نتائج البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة، خاصة بعد العثور على صور وأشرطة إباحية بهاتف البيدوفيل ورغم أن عددا من الأسر اختارت التزام الصمت وعدم التقدم بشكاية ضده درءً للفضيحة والعار، اللذين يمكن أن يعصفا بهم وسط العائلة والجيران، إلا أن الأبحاث والتحريات الدقيقة التي تباشرها عناصر الدرك الملكي، من شأنها أن تفجر فضائح أخرى في ظل تداول معطيات تفيد عدم اقتصار الإمام المعتقل على الأطفال بل تجرؤه على استباحة شرف مجموعة من النساء اللواتي يعتبرن ضمن قائمة ضحاياه.
وكشفت الصحيفة أن افتضاح جرائم الفقية، البالغ من العمر 50 سنة، جاءت بناء على شك والدة أحد الأطفال، في تصرفاته غير السوية، إذ بعد محاصرته بأسئلتها استسلم الطفل وأجاب بعفوية بأن إمام المسجد الكائن بالدوار يقتاده إلى الداخل ويقوم بممارسة الجنس عليه، وهو ما دفع الأسرة إلى تقديم شكاية إلى مصالح الدرك الملكي، كشفت فيها تفاصيل القضية المثيرة، إذ بمجرد اكتشاف عدد من الأمهات ما جرى لابن الجيران، سألن بدورهن فلذات أكبادهن، ليتضح أن أطفالهن يوجدون ضمن قائمة الضحايا، ليقرر الآباء تقديم شكاية ضد الإمام.
ومكنت سرعة تدخل عناصر الدرك الملكي، وفقا للجريدة، تحت إشراف قائد المركز الترابي وقائد السرية، وبتنسيق مع القائد الجهوي لآسفي، من إحباط محاولة فرار «الفقيه» المتهم من مسرح الجريمة، بعدما قرر التواري عن الأنظار بعد افتضاح أمره، تفاديا لاعتقاله، إلا أنه تفاجأ بمحاصرته من قبل الدركيين، الذين شلوا حركته واقتادوه للتحقيق معه حول الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه، وبعد مواجهة الموقوف بتصريحات ضحاياه، الذين تقدم آباؤهم بشهادات طبية، تؤكد تعرضهم للاستغلال الجنسي، لم يجد المعني بالأمر سوى الاعتراف بجرائمه.
وحسب الجريدة، فقد تقرر الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي، الذي تشرف عليه النيابة العامة، لتعميق البحث معه، وكشف تفاصيل القضية وظروف وقوعها ولحصر عدد الضحايا المفترضين بالتدقيق، في انتظار انتهاء الأبحاث القضائية لإحالته على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، لفائدة البحث والتقديم.