فتحت الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، التابعة لجهاز الدرك الملكي بالرباط، يوم الثلاثاء الماضي، بحثا لتحديد المسؤوليات بشأن حقيبتين، يشتبه احتواؤهما على مخدرات، تم ضبطهما على متن طائرة كانت تؤمن رحلة جوية بين المغرب وهولندا، انطلاقا من مطار “سانية الرمل” بتطوان.
وتزامنت الواقعة مع فرار دركيين تابعين للسرية الجوية واختفائهما عن الأنظار، ما جعل الشكوك تحوم حول ضلوعهما في وضع الحقيبتين على متن الطائرة.
وأفاد مصدر “الصباح” أن السلطات الهولندية كشفت وجود الحقيبتين “المشبوهتين” على متن الرحلة التي انطلقت من مطار تطوان نحو أمستردام الهولندية، عبر شركة طيران إحدى الدول العربية، فجرى إشعار المصالح الأمنية المغربية.
وأسندت الأبحاث الأولية إلى الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التي تجري تحقيقاتها في الموضوع للوصول إلى الفاعلين، وبدأت الأبحاث بضرورة الاستماع إلى الدركيين، ضمن السرية الجوية المكلفين بتأمين المطار، للتأكد من ظروف وملابسات وضع المخدرات بالطائرة، لكنهما اختفيا عن الأنظار، منذ يوم الثلاثاء الفائت، ما يؤكد وجود شبهات قوية في تورطهما، سيما أن التعليمات جاءت للتأكد من هويات الأفراد العاملين بالسرية الجوية، تزامنا مع تأمين الطائرة الأجنبية، ويشتبه في استغلال المهام الحساسة المنوطة بهما لتهريب الممنوعات.
وتسببت الواقعة في حالة استنفار أمني، بعدما داهمت الفرقة الوطنية المطار بحثا عن كاميرات المراقبة المثبتة للتعرف على هويات العاملين، كما تبين أن رجال الأمن يشتغلون خارج المطار، ولا علاقة لهم بتأمين الطائرات، أو الوصول إليها، ما وضع أفراد السرية الجوية المكلفة بالتأمين في قفص الاتهام.
وأنجزت تقارير أولية أحيلت على القيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، وعلى قائد الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية بثكنة شخمان بالعاصمة، ولم تتسرب أي معطيات، إلى غاية زوال الأربعاء المنصرم، عن نتائج التحقيقات الأولية التي يباشرها فريق كبير من محققي الفرقة الوطنية، من شارع النصر بالرباط نحو تطوان، ويقيم أفراد “الكومندو” مؤقتا بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالمدينة في انتظار مباشرة التحقيقات التمهيدية.
وأعادت الواقعة إلى الأذهان تسلل مهاجر سري إلى مطار طنجة، قبل سنة، وتمكنه من الوصول إلى إنجلترا عبر رحلة جوية، لتطيح الواقعة بدركيين.