كشف تحقيق جديد لصحيفة “لوموند” الفرنسية، عن تفاصيل إطلاق سراح أربعة فرنسيين محتجزين في بوركينا فاسو جراء وساطة مغربية.
وأشار التحقيق ذاته، إلى أن الرهائن الأربعة الذين كانوا في مهمة لبضعة أيام في بوركينا فاسو، قد سافروا إلى واغادوغو في 29 نونبر 2023، وهم في الأصل مسؤولون تقنيون في القسم الفني الذي يدير أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالاستخبارات الخارجية الفرنسية.
وأكدت “لوموند”، في تحقيقها على أن تدخل المغربي كان حاسما في إطلاق الرهائن الفرنسيين الذين احتجزوا لمدة سنة في واغادوغو، بتهمة التجسس من قبل رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أنه تم إطلاق المحتجزين بالرغم من أن المفاوضات كانت شاقة، مشيرة إلى أنه في ليلة 18 دجنبر 2024، حطت طائرة مغربية خاصة من طراز “بومباردييه تشالنجر 604″، في مطار واغادوغو في بوركينا فاسو، مملوكة لشركة “إير أوشن ماروك” المغربية وبعد ثلاث ساعات، اندفع أربعة ركاب إلى الداخل، وهؤلاء هم عملاء تابعين للمديرية العامة للأمن الخارجي “DGSE”.
وأضاف التحقيق ذاته، أنه في تمام الساعة الحادية عشرة و52 دقيقة من مساء، 18 دجنبر 2024، أقلعت الطائرة من واغادوغو إلى الدار البيضاء، لتنتهي بذلك واحدة من أخطر الأزمات الداخلية التي شهدتها وكالة الاستحبارات الفرنسية.
ووفقا لذات المصدر، فإن المغرب كان قد أخبر فرنسا بنجاح عملية تحرير الرهائن، ليسود الارتياح في مقر المديرية العامة للأمن الخارجي بفرنسا، مشيرا إلى السلطات الفرنسية التي كانت قد دخلت في مفاوضات سرية طويلة مع بوركينا فاسو باءت “بالفشل”، إلا أن الوساطة المغربية “أنجحت عملية التحرير”.
وقالت “لوموند”، بأنه وبمجرد وصول الرهائن المحررين إلى المغرب، أعلن الإليزيه أن إيمانويل ماكرون تحدث مع الملك محمد السادس، من أجل “شكره بحرارة على نجاح الوساطة المغربية، التي نجحت في تحرير المحتجزين الفرنسيين”.
وخلص التحقيق ذاته، إلى أن هذا النجاح الدبلوماسي المغربي، يأتي بعد عودة المياه إلى مجاريها بين المغرب وفرنسا نهاية شهر يوليوز 2024، بعد زيارة ماكرون للمغرب واعترافه بمغربية الصحراء.