حرصت وزارة الداخلية الإسبانية، عبر وفد الحكومة والحماية المدنية، على إقامة حفل لتكريم المغاربة الـ98 الذين أُرسلوا لمساعدة المناطق المتضررة من “دانا”، وسلمت لهم شواهد تقديرية تحمل بياناتهم الشخصية اعترافاً بتفانيهم في عملهم.
وحضر هذا الحدث الذي أقيم في فندق “رامادا باي ويندهام” في مدينة “ألموسافيس”، جميع أفراد الفريق المغربي بالإضافة إلى شخصيات سياسية ودبلوماسية إسبانية.
وشارك في الحدث كل من بيلار بيرنابي غارسيا، مندوبة الحكومة في منطقة فالنسيا، وفيرجينيا باركونيس سانز، المديرة العامة للحماية المدنية والطوارئ بوزارة الداخلية، وألبرتو خافيير مارتين، المدير العام للطوارئ، وسعيد الادريسي البوزيدي، القنصل العام للمغرب في فالنسيا، وتوني غونزاليس، عمدة ألموسافيس.
إلى جانب تسليم الشواهد التقديرية للفنيين المغاربة، قدمت وزارة الداخلية أيضًا لوحة تذكارية لموظفي وزارة الداخلية المغربية عبر ممثليها، العقيد جمال الدين المجنوني والقائد ياسين خيبويز.
روح الأخوة والتضامن
بدأ الحفل بكلمة ألقاها عمدة المدينة، توني غونزاليس، الذي أعرب عن شكره وتمنى أن تكون الإقامة ممتعة قدر الإمكان، ووجه دعوة مفتوحة للزيارة في المستقبل قائلاً: “إذا أردتم زيارة ألموسافيس مرة أخرى، فاعلموا أنكم ستُستقبلون بحفاوة”.
من جانبه، أشاد الممثل الدبلوماسي للمغرب في فالنسيا، سعيد الادريسي البوزيدي، بـ”الاستقبال الجيد منذ اللحظة الأولى”، وأكد على دور وفد الحكومة في المنطقة في تسهيل إعداد “جميع التفاصيل واحتياجات الوفد المغربي”. وأضاف أن “الفريق بأكمله سيظل يتذكر إقامته في منطقة فالنسيا”. كما أكد المدير العام للطوارئ، ألبرتو خافيير مارتين، على أن الفنيين المغاربة “يشكلون مثالاً حقيقياً على روح الأخوة”.
أما المديرة العامة للحماية المدنية والطوارئ، فيرجينيا باركونيس سانز، فأشارت إلى التجربة السابقة للعمل مع المغرب، لاسيما في تنسيق عملية عبور مضيق جبل طارق، وأكدت على روعة العمل مع “الأشقاء من المملكة المغربية”.
كما أعربت عن شكرها للملك محمد السادس وذكرت أنه “في أصعب اللحظات، كنتم جزءاً من روح التعاون الحقة”.
بدورها، أكدت بيلار بيرنابي غارسيا، مندوبة الحكومة في منطقة فالنسيا، على “صعوبة العمل بسبب ظروف المنطقة”، مشيرة إلى أن الفنيين المغاربة “كانوا أحيانًا الوحيدين الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسباني”. وأوضحت أن “عملهم كان حيوياً في بعض المناطق التي تمكنت من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد المعاناة مع الأوحال”.
كما أكدت أن مساعدة الفنيين المغاربة “تشكل علامة فارقة في العلاقات الدولية بين المغرب وإسبانيا”، وتعزز “التزام الملك محمد السادس وتقديره لإسبانيا”.
وفي نهاية الحفل، تم عرض فيديو لوزير الداخلية، فرناندو غراندي-مارلاسكا غوميز، الذي أشاد بأن الوفد المغربي “ترك بصمة لا تُنسى من التضامن”، وأنهم “يمثلون مثالاً حضارياً يُحتذى به”. كما أشار إلى أن الوفد المغربي قام بتفريغ أكثر من 350 كيلومتراً من شبكات الصرف الصحي، وهو ما “لن تنساه إسبانيا أبداً بامتنان”.
علاقات التعاون بين المغرب وإسبانيا
تستند العلاقات بين المغرب وإسبانيا في مجال الحماية المدنية إلى اتفاقية وُقعت في الرباط عام 1987، والتي تضمنت التعاون الفني والمساعدة المتبادلة وتأسيس لجنة مشتركة بين البلدين.
وتشمل هذه الاتفاقية الاستجابة للكوارث الطبيعية، وتقديم المساعدات الإنسانية، والتعاون في مجالات مثل عملية عبور مضيق جبل طارق، والمحاكاة، ومكافحة الحرائق، والتدريب المشترك.