أثار فيديو متداول لرجل سعودي يحتفل بزواجه من أربع مغربيات في ليلة واحدة موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع نقاش عمومي متجدد في المغرب حول تعدد الزوجات، الذي يواجه معارضة متزايدة من قطاعات واسعة من المجتمع.
الفيديو، الذي نشره الإعلامي السعودي أحمد الرحيلي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، حصد آلاف التفاعلات وأشعل تعليقات متباينة.
ففيما دافع البعض عن حق الرجل في الزواج المتعدد إذا توفرت لديه الإمكانات المالية والجسدية، رأى آخرون أن هذه الواقعة، سواء أكانت حقيقية أم لا، تسيء لصورة المرأة المغربية وتعيد إنتاج صور نمطية متجاوزة.
التشكيك في صحة الفيديو كان أيضاً جزءاً من النقاش، حيث رجح معلقون أنه ربما يكون تمثيلياً أو يهدف إلى إثارة الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أن ذلك لم يمنع اندلاع اتهامات لبعض المغربيات بـ”ازدواجية المعايير”، إذ أظهرن قبولاً أكبر بتعدد الزوجات في حالة الأزواج الأجانب، بينما يعارضن بشدة الأمر نفسه عندما يتعلق بمغاربة، وهو ما اعتبره البعض تناقضاً يعكس أولويات اقتصادية أكثر منها ثقافية.
ويأتي هذا النقاش في وقت يعرف المغرب سجالاً واسعاً حول تعدد الزوجات، الذي تضعه مدونة الأسرة لعام 2004 تحت قيود صارمة.
وبينما ترى أصوات أن التعدد يمثل حقاً دينياً مشروطاً، تطالب أخرى بإلغائه نهائياً باعتباره ممارسة غير منسجمة مع التحولات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها البلد.
ورغم أن الجدل حول تعدد الزوجات ليس جديداً في المغرب، إلا أن هذه الواقعة أثارت زوايا جديدة للنقاش، بين من يعتبرها فرصة لتقييم دور العوامل الاقتصادية والثقافية في اختيارات الزواج، ومن يراها تعبيراً عن استمرار التحديات المرتبطة بالمساواة بين الجنسين في المجتمع المغربي.