شهدت جماعة عين الزهرة، الواقعة بإقليم الدريوش، مساء الجمعة الماضية، حادثة مؤلمة راحت ضحيتها فقيه وإمام مسجد دوار لعثامنة، الذي تم العثور على جثته هامدة في مسكنه الملحق بالمسجد. الحادث وقع إثر استنشاقه غاز أحادي أكسيد الكربون، المنبعث من مجمر تدفئة كان يستخدمه داخل مسكنه.
وفي تفاصيل الحادث، لاحظ بعض المصلين تأخر الفقيه عن رفع أذان صلاة الفجر، ما أثار الشكوك في نفوسهم ودفعهم للبحث عنه. وعند دخولهم إلى مسكنه، صدموا عند اكتشافهم جثته بالقرب من المجمر المشتعل، ما يبرز احتمالية اختناقه بسبب الغاز السام الناتج عن المجمر.
ويعتبر الفقيه المتوفى من أبناء إقليم تطوان، وكان معروفًا بحسن خلقه وتفانيه في خدمة الدين والمجتمع. كان يشغل منصب إمام المسجد منذ مدة طويلة، حيث لقي احترامًا وتقديرًا كبيرين من ساكنة المنطقة. وقد أحدثت وفاته حالة من الحزن في أوساط المجتمع المحلي، الذين عبروا عن حزنهم العميق جراء هذا الفقد المؤلم.
وبحسب المعطيات الأولية، فإن السلطات المحلية والأمنية قد باشرت التحقيقات حول الحادث، تحت إشراف النيابة العامة، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء وفاة الفقيه. كما تم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات لإجراء التشريح الطبي وتحديد سبب الوفاة بشكل دقيق.
هذا، وقد أطلقت ساكنة المنطقة حملة لجمع التبرعات المالية لصالح أسرة الراحل، والتي تتكون من زوجة وطفلين، وذلك للتخفيف من وقع هذه الفاجعة عليهم.
تعد هذه الحادثة المأساوية تذكيرًا هامًا بضرورة الحذر من استخدام وسائل التدفئة في الأماكن المغلقة دون تهوية مناسبة، حرصًا على سلامة الأرواح.