تشهد هولندا ظاهرة متزايدة تعرف بـ”الهجرة العكسية”، حيث يقرر العديد من المغاربة العودة إلى وطنهم الأم، المغرب.
وأفادت صحيفة “تروو” الهولندية في تقرير حديث أن هذه الظاهرة أصبحت لافتة للنظر، إذ يفضل العديد من المغاربة إعادة بناء حياتهم في بلدهم الأصلي لأسباب اجتماعية وثقافية.
ووفقًا للتقرير، فإن الشعور بالغربة وعدم الانتماء إلى المجتمع الهولندي يعدان من أبرز الدوافع وراء هذا القرار، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة “إيراسموس” في روتردام أن هذه العوامل تؤثر بشكل كبير على رغبة المغاربة في العودة إلى وطنهم، حيث يجدون في المغرب بيئة تتماشى مع هويتهم الثقافية والاجتماعية.
وأصبحت مدينة طنجة بفضل موقعها الاستراتيجي وتحسن ظروفها المعيشية، وجهة مفضلة للعائدين من هولندا، وتعد المقاهي الأنيقة في المدينة نقاط تجمع لهؤلاء العائدين، حيث يمكن سماع اللغة الهولندية بشكل متزايد بعدد من المقاهي والفنادق بطنجة.
ورغم التحديات التي تواجه العائدين، مثل ارتفاع تكاليف التعليم الخاص والرعاية الصحية، إلا أن الكثيرين يرون أن الراحة النفسية والعيش في مجتمع يشاركهم القيم والثقافة يعوضان عن هذه الصعوبات، كما أن وجود مبادرات لتأسيس مدارس تقدم مناهج هولندية مع دروس في اللغة العربية يسهم في تسهيل اندماج العائلات العائدة.
إلى ذلك تظل هذه الظاهرة مؤشراً على التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها المغاربة في المهجر، وقرار العودة يعكس رغبتهم في تحقيق حياة أكثر استقراراً وارتباطاً بجذورهم.