تناقلت عدد من الصفحات الفايسبوكية المهتمة بالشأن التعليمي، صورة لتلميذ يبلغ من العمر 10 سنوات، هزت وفاته الجميع، بعدما تعرض لضرب داخل قسمه الدراسي، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة انتهت بوفاته مساء الخميس الماضي، وهو المنشور الذي ارتبط بضرورة تجنب جميع أشكال العنف كعقوبة متخذة ضد التلاميذ.
وفي تفاصيل الحادث، فإن التلميذ، الذي كان يدرس في السنة الرابعة ابتدائي بإحدى مدارس غرداية الجزائرية، كان قد تعرض لحادث مؤلم خلال حصة اللغة الإنجليزية يوم 27 نوفمبر المنصرم، حينها، أسقط قلمه على الأرض، وعند محاولته التقاطه، ظنت الأستاذة أنه يتلاعب، فقامت بضربه بمسطرة وبيدها على مستوى الرأس، ما تسبب له في آلام حادة لاحقاً.
عند عودته إلى المنزل، لاحظت والدته آثار الضرب على رأسه، فأخبرها أن الأستاذة هي من قامت بذلك، منذ ذلك اليوم، بدأ يعاني من صداع شديد وآلام مستمرة، مما دفع أسرته إلى عرضه على الأطباء الذين أوصوا بعلاجات مختلفة، إلا أن حالته الصحية تدهورت تدريجياً، ما اضطره إلى التغيب عن الدراسة والخضوع لعمليتين جراحيتين في مستشفى بالبليدة، دون أن تثمر الجهود الطبية عن أي تحسن.
وفي تصريح لوالده لوسائل إعلام جزائرية، أكد أن الأستاذة زارت منزلهم للاعتذار عما حدث، موضحة أن الضربة لم تكن مقصودة، كما أشار إلى أن إدارة المدرسة كانت على تواصل مستمر مع الأسرة منذ بداية الحادثة.
ورغم محاولات إنقاذ حياته، توفي الطفل يوم الخميس الماضي بعد صراع مؤلم مع الإصابة، هذه الواقعة أثارت موجة غضب عارمة لدى أولياء الأمور، الذين طالبوا بتفعيل إجراءات صارمة لحماية التلاميذ من أي شكل من أشكال العنف داخل الأقسام الدراسية.
في انتظار نتائج التحقيقات التي باشرتها السلطات الأمنية، تُجدد هذه الحادثة النقاش حول أهمية تعزيز التوعية لدى الأساتذة بأخلاقيات المهنة، وتشجيع الحوار والتواصل بدل اللجوء إلى العقاب البدني، بما يضمن بيئة تعليمية آمنة وإنسانية.