من أعماق قرية صغيرة بضواحي تيزنيت، بزغ اسم إبراهيم أوعلي ليصبح حديث المغاربة، لا بفضل كونه ملياردير، بل عبر إشاعة صنعها مقطع فيديو عابر، حيث أن هذه القصة التي جمعت بين المزاح والواقع الافتراضي، أظهرت قدرة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على تحويل العادي إلى استثنائي.
البداية: مهرجان محلي وإشاعة كبرى
خلال مهرجان “تماكيت” الصيفي بجماعة إبضر، ظهر إبراهيم في لقطة بروتوكولية وهو يدخل محاطا بأفراد أمن خاص.
لم يكن في الأمر أي غرابة محلياً، حيث يُعامل ضيوف الشرف أحياناً بتلك الطريقة، لكن الفيديو أثار موجة من التأويلات، وبدأت الإشاعات تنتشر كأن إبراهيم ملياردير أودع 14 مليار سنتيم دفعة واحدة في أحد بنوك أكادير، مما تطلب يومين كاملين لعد النقود.
الواقع: رجل فقير في عباءة ملياردير
إبراهيم، الذي يعيش وحيدا في شقة متواضعة بناها له محسنون، لا يملك سوى حس فكاهي مميز جعله معروفا بين أهل قريته.
الإشاعة قلبت حياته رأسا على عقب؛ فصار حديث الإعلام ومادة دسمة للنقاش، رغم أنه لا يملك شيئاً من الثروات التي نُسبت إليه.
من المستفيد
الغريب أن القصة صادفت توقيتا حساساً للحكومة والقطاع البنكي، الذي كان يروج لحملة تهدف إلى جذب العاملين في القطاع غير المهيكل لإيداع أموالهم بالبنوك مع إعفاءات ضريبية مخفضة.
ورغم أن القصة كانت خيالية، فإن انتشارها ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز نجاح هذه الحملة، حيث وُظفت بطريقة ذكية لتشجيع الناس على الانخراط في المنظومة المالية الرسمية.
التفاعل الشعبي والإعلامي
رواد وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع القصة بشكل متباين؛ البعض رأى فيها مجرد مزحة طريفة، بينما استغلها آخرون للسخرية من الواقع الاقتصادي والاجتماعي حتى المواقع الإخبارية الدولية تناولت القصة، مضيفة إليها طابعا من الإثارة الإعلامية.
تصريحات من مصادر مقربة
رئيس الفريق الأمني الذي ظهر في الفيديو أكد في تصريحات للأحداث المغربية أن إبراهيم لم يكن سوى ضيف بسيط في المهرجان، وأن الحماية كانت جزءا من تنظيم الحدث.
وأضاف أن الإشاعة لم تكن سوى مبالغة، وأن إبراهيم كما هو رجل يعيش بكفاف وعفاف.