أثار فقيه المقاصد الشرعية أحمد الريسوني، الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، جدلاً واسعًا بتصريحاته الأخيرة بشأن التعديلات التي تم إدخالها على مدونة الأسرة في المغرب.
وفي حديثه حول المشروع الجديد، انتقد الريسوني ما وصفه بالضغط المتزايد على الرجل في مسار الزواج، وأكد أن هذا الضغط قد يؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج، مما سينعكس سلبًا على الأسرة والمجتمع.
مدونة الأسرة الريسوني
أحمد الريسوني
انتقادات الريسوني لمدونة الأسرة: الضغط على الرجل يشجع على العزوف عن الزواج
وفي تصريحاته، أشار الريسوني إلى أن “المشكل يكمن في هذا الاتجاه العام للاجتهاد الرسمي المعتمد”، وهو الضغط المستمر على الرجل سواء قبل الزواج أو أثناءه أو بعد الطلاق، بل وحتى بعد الوفاة.
واعتبر أن هذه الضغوط قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة، حيث يتخوف الكثير من الشباب من تحمل مسؤوليات الزواج في ظل التعديلات التي قد تشعرهم بالثقل والمسؤولية المفرطة.
وأكد الريسوني أن هذا الوضع دفع العديد من الشباب إلى العزوف عن الزواج، بل وحتى إلى الخوف منه، في مقابل ما وصفه بـ “التسهيلات والإغراءات المريحة” التي تقدمها حياة العزوبية والعلاقات الحرة.
وتابع قائلاً إن “الشاب المغربي أصبح يفضل حياة العزوبية التي تمنحه مزيدًا من الحرية مقارنةً بالزواج الذي أصبح أكثر تعقيدًا وصعوبة”.
المرأة تكسب حقوقًا، ولكن بوجود تحديات أكبر للزوج
ورغم التأكيد على أن المرأة قد استفادت من تعديلات مدونة الأسرة بحصولها على حقوق ومكاسب وصلاحيات جديدة، أشار الريسوني إلى أن هذه التعديلات قد تجعل وجود الزوج نفسه “أكثر عسرا”، مؤكدًا أن هذا التوجه يمكن أن يؤدي إلى تكريس التحديات أمام الشباب الراغبين في تأسيس أسرة.
وقال الريسوني: “ستجد المرأة أمامها مزيدًا من الحقوق والمكاسب، لكن وجود الزوج نفسه سيصبح أصعب أكثر فأكثر”.
حلول غريبة؟ الريسوني يشير إلى “الحل الهندوسي”
وفي تصريح لافت اعقب اعلان جديد مدونة الأسرة، أضاف الريسوني ساخرا أن هذا التوجه قد يدفعنا في النهاية إلى التفكير في “الحل الهندوسي”، وهو أن تدفع المرأة مهرًا كبيرًا للرجل حتى يوافق على الزواج.
وقد أثار هذا التصريح جدلاً واسعًا حول ملامح التعديلات الجديدة ومدى تأثيرها على العلاقات الزوجية في المجتمع المغربي.
التداعيات الاجتماعية والاقتصادية: تأثيرات على الأسرة والمجتمع
ترى بعض الدراسات أن التعديلات على مدونة الأسرة قد تساهم في حماية حقوق المرأة، ولكن الريسوني يحذر من أن هذه التعديلات قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على الأسرة والمجتمع بشكل عام.
ويشير إلى أن “الشباب أصبحوا أكثر ميلاً لتجنب الزواج بسبب ما يواجهونه من تحديات وضغوطات قانونية واجتماعية قد تؤدي إلى تفكيك الأسرة أو تدميرها