تُروّج وثيقة “مزورة”.. الجزائر تحاول توريط المغرب في مؤامرة تستهدف زعزعة استقرار مصر

حذر نشطاء مغاربة ومصريين، من وثيقة “مزورة”، شرع الذباب الإلكتروني الجزائري المأجور لنظام الكابرانات، في تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محاولا بذلك إيقاظ الفتنة بين الشعبين الشقيقين ونسف العلاقات القوية التي تربط مصر بالمغرب.

ويزعم مروجو هذه الوثيقة “المزورة” أن المغرب، انخرط عبر سفارته في القاهرة، في حملة تجسس تستهدف زعزعة أمن واستقرار دولة مصر الشقيقة، من خلال تسريب معلومات حساسة إلى الاعلاميين “محمد ناصر” و”معتز مطر”، تتحدث عن وجود خلافات بين الرئاسة والجيش المصريين.

 

كما زعمت الوثيقة المزيفة المنسوبة إلى سفارة المغرب بالقاهرة، أن السلطات المصرية، تمارس تضييقا على المؤسسات الإعلامية، من خلال تدخل الجيش في الخط التحريري للصحف المحلية، مع الإشارة إلى الضغط الذي تمارسه الهيئة العامة للاستعلامات على الصحافة الأجنبية.

 

المثير في الموضوع، أنه لا المصريين ولا المغاربة، انطلت عليهم “حيل الكابرانات”، إذ سرعان ما تكشف للجميع أن كثيرا من المصطلحات التي تم توظيفها في صياغة هذه المراسلة، تحمل طابعا “كرغوليا” صرفا، من قبيل عبارة (إثراء الأجندة..)، لأنها وبكل بساطة، لا تستعمل بتاتا ضمن الشكل البروتوكولي للمراسلات الرسمية بين إدارات ومؤسسات الدولة.

 

إلى جانب ذلك، فالمراسلة المزعومة، موجهة إلى “الكاتب العام”، والأصل أن وزارة الخارجية المغربية ليس لديها منصب “كاتب عام”، ما يؤكد جهل المخابرات الجزائرية حتى بالسلم الإداري المغربي، على الأقل (باش الكذبة تجي مقادة)، ثم إن المغرب ليس بالغباء الذي يتخيله الكابرانات، وحتى إن أراد تمرير معلومات حساسة من هذا القبيل، فلا يمكنه أبدا تمريرها بمثل هذه الأساليب البدائية التي عفى عنها زمن التكنولوجيا الحديثة ولم تعد تستعمل إلا في الجزائر.

 

في سياق متصل، سارع الإعلامي المصري “عماد فواز” إلى التفاعل مع هذا الموضوع، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر صفحته الفيسبوكية، أشار من خلالها إلى أن هذه الحملة الجزائرية (الشنقريحية) وفق تعبيره، إنما الهدف منها هو الإيقاع بين مصر والمغرب بأسلوب (شوشعي) ركيك، يعود لستينيات القرن الماضي.

 

وأشار الأستاذ “عماد فواز” إلى أنه “لا يوجد منصب في الخارجية المغربية إسمه (كاتب عام)، كما هو وارد في الوثيقة (المزورة المتداولة)، موضحا أن محمد ناصر ومعتز مطر وغيرهم من (الخناجر المستأجرة) على حد قوله، غير مقيمين في مصر كما يعلم الجميع، حيث قال في هذا الصدد: “لو أرادت المخابرات المغربية تجنيدهم أو التواصل معهم -فرضا- فلا علاقة لسفارة المغرب في القاهرة أو مصر كاملة.. هم أصلا خارج مصر ومحكوم عليهم بالسجن في مصر.. فلماذا التواصل يكون عن طريق سفارة المغرب في مصر؟.. ما هما أصلا في أوروبا والتواصل معهم سهل في أوروبا والمغرب لديه سفارات في بلد إقامتهم”.

 

كما شدد الإعلامي المصري على أن: “محمد ناصر ومعتز مطر وغيرهم من (بائعي وطنهم)، منذ العام 2014 وهم يهاجمون الجيش والشرطة والرئيس والشعب المصري بلا كلل ولا ملل، والجميع يعلم هذا، ما هو الجديد الذي تطلبه المخابرات المغربية لكي يفعلوه أو يضيفوه أو يستهدفوه؟”.

 

وتابع “فواز” حديثه قائلا: “حسب وثيقة (شوشع)، فإن المخابرات المغربية تطالب مطر وناصر بما يفعلوه أصلا منذ عشرة سنوات.. هل هذا منطقي؟”، قبل أن يختم قائلا: “هذه الوثيقة انشرها للشعب المصري والمخابرات المصرية والسلطات المصرية عامة.. وأقول لهم بلهجتنا..مش قولت لكم أنهم أنطاع لازم يتربوا؟”.

 

المؤكد من خلال كل ما جرى ذكره، أن المغرب، وهذا أمر يعلمه الأشقاء في مصر وكل الدول العربية الشقيقية، لم يسبق له أن قام بمثل هذه السلوكيات الحاطة، بل على العكس من ذلك، فهو دائم المحافظة على روابطه القوية مع كل دول العالم، بدليل أن الجزائر التي تعتبر أكبر خصم للمغرب، ورغم كل المكائد والأحقاد والسلوكيات العدوانية التي قامت بها على امتداد نصف قرن من الزمن، لم يقابلها المغرب إلا بالحسنى و بسياسة اليد الممدودة بالخير، ولم يسجل عليه أبدا أن انخرط في أي علم عدائي يستهدف أمنها أو وحدتها الترابية.