على بعد أيام قليلة من نهاية السنة الجارية، شهدت الحدود البرية بين المغرب وسبتة المحتلة احتقانا ملحوظا، حيث عانى أفراد الجالية المغربية المقيمون بأوروبا والراغبين في قضاء عطلة نهاية السنة مع أحبائهم وفي أحضان وطنهم الأم، من الاكتظاظ الذي شهده المعبر الحدودي “باب سبتة” نهاية الأسبوع المنصرم، حيث اضطروا إلى الانتظار في صفوف ممتدة مدة طويلة.
ووصفت صحيفة “إل فارو ديسوتا” المحلية المدة التي قضاها المغاربة العابرين لبوابة “تراخال” بسبتة بـ”الجهنمية”، مشيرة إلى أن “أصوات أبواق المركبات المنتظرة في ساحة لوما كولمينار في المدنية المحتلة، حولت هذا المشهد إلى جحيم حقيقي، السبت”.
وذكرت الصحيفة، أن الظروف التي مرت بها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، طوال السبت مازالت مستمرة، حيث بلغت مدة الانتظار 4 ساعات تقريبا، قبل ختم جوازات سفرهم للعبور نحو باقي التراب المغربي.
ويعود سبب هذا الاحتقان المروري إلى الوصول المستمر لمركبات المغاربة المقيمين بالخارج الذين يأتون لقضاء إجازاتهم في وطنهم الأم، حيث يتوقع أن يتزايد الاكتظاظ بمعبر “باب سبتة” خلال الأيام القادمة، إذ أكدت “إل فارو ديسوتا” نقلا عن مصادر رسمية أنه “لحدود الساعة الرابعة صباح من يومه الأحد ما تزال 100 سيارة عالقة تنتظر ختم جواز السفر”.
وشددت الصحيفة ذاتها، على أن الاكتظاظ يقع في الجانب المغربي، بسبب بطء مراقبة جوازات السفر وختمها، في حين تعبر السيارات بسلاسة من الجانب الإسباني، حيث يتم إنهاء إجراءات العبور بسرعة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يجد فيها مغاربة المهجر، أنفسهم في مضطرين لمواجهة التحديات المرتبطة بالسفر عن عودتهم إلى المملكة المغربية خصوصا خلال المناسبات والأعياد الدينية، إلا أنه ورغم هذه الاكراهات، لا تمنع مغاربة العالم من التشبت ببلدهم الأصلي بشكل وثيق، وهو ما يفسر انخراطهم في هجرة العودة بعد قضاء سنوات طويلة في بلاد المهجر.