لا تجد الصحافة الجزائرية أي حرج في إطلاق أخبار مضللة بخصوص المغرب وتكرارها، حتى لو لم تكن هناك أي أدلة أو مؤشرات تدعمها، وحتى لو سبق أن تم تفنيدها في الأصل من طرف وسائل إعلام دولية متخصصة، منذ عدة شهور، ما دام أن هذا يُرضي توجهات النظام العسكري الجزائري الذي يعتبر المغرب “عدوه الكلاسيكي” وفق ما جاء على لسان رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة.
في واحدة من الأخبار المضللة الصارخة والمكررة في هذا السياق، نجد ما ادعته صحيفة “الشروق” الجزائرية المقربة من النظام العسكري الحاكم، في مقال نشرته أمس السبت تحت عنوان “المغرب.. محميّة صهيونيّة والتطبيع استعمار جديد”، حيث ادعت بأن المغرب قام بـ”إرسال جنود مغاربة للقتال مع الجيش الصهيوني” في الحرب الإسرائيلية الدائرة على قطاع غزة.
وبالرغم من أن هذا الخبر الزائف كان قد انتشر منذ شهور واتضح أنه مضلل في يوليوز الماضي، وفق ما أكدته العديد من المنابر الإعلامية المتخصصة، من بينها قناة “فرانس 24” عبر برنامجها الشهير الذي يستهدف الأخبار الزائفة المعروف بـ”حقيقة أم فبركة”، إلا أن الصحيفة الجزائرية لم تجد حرجا في تكراره على أنه “حقيقة”.
ولم تقف الصحيفة الجزائرية عن نشر هذا الخبر الزائف، بل استعملت أيضا لغة مليئة بمصطلحات التهويل غير المدعومة بأي دلائل أو وقائع تثبت صحة ما تروجه للشعب الجزائري، مثل الادعاء بأن استئناف العلاقات الكاملة بين المغرب وإسرائيل، أفقد المغرب “سيادته الوطنية وأضاع أمنه الاقتصادي”.
ويتماشى مقال صحيفة “الشروق” مع موجة العداء التي رفعها النظام الجزائري منسوبها تُجاه المغرب، في السنوات الأخيرة، ولا سيما بعد تولي عبد المجيد تبون الحكم في البلاد، كواجهة سياسية للحكم العسكري الذي يقوده رئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة، صاحب المقولة الشهيرة “المغرب هو العدو الكلاسيكي” للجزائر.
ولوحظ في السنوات الأخيرة، أن الإعلام الجزائري أصبح يُردد نفس الخطاب المعادي للمغرب في وسائل الإعلام الرسمية، مما يُشير إلى وجود توجيه لبوصلة الإعلام من طرف النظام الجزائري، بالتركيز على “العدو الخارجي”، وإبعاد الاهتمام على المشاكل الداخلية التي تعاني منها البلاد، وهي مشاكل اجتماعية عديدة جعلت فئات هامة من الشباب الجزائري إلى الهجرة على متن قوارب تقصد جزر البليار بشكل سري.
ويتوقع مراقبون أن يزداد منسوب العداء الجزائري تُجاه المغرب، في ظل النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط في قضية الصحراء في السنوات الأخيرة، أبرزها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، والدعم الفرنسي والإسباني، إضافة إلى سحب العديد من الدول اعترافها بجمهورية “البوليساريو”، مثل بنما والإكوادور مؤخرا.