في خضم الحملة الإعلامية التي يقودها نظام العسكر الجزائري، والتي تهدف إلى تشويه صورة المغرب ومصداقيته في الدفاع عن القضية الفلسطينية، تتكشف الحقائق حول قضية الإسرائيلي نسيم كليبات، الذي يُشتبه في تورطه في تفجير مكتب وزارة الصحة في الناصرة عام 2021. هذه الحملة الجزائرية، التي تستغل القضية الفلسطينية كأداة لتلميع صورة النظام العسكري الفاشل، ما هي إلا محاولة لبث الأكاذيب حول المواقف السياسية المغربية الثابتة من القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.
وفي هذا الإطار، كشف محامي “نسيم كليبات” أن موكله، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية وهو من عرب 48، كان يطالب منذ البداية بتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية ليتمكن من إثبات براءته. ووفقا للمحامي، فقد رفض كليبات الادعاءات التي ربطت اسمه بالمقاومة الفلسطينية، موضحًا أن هذه الاتهامات “فارغة” ولا أساس لها من الصحة. ورغم هذا، استغل نظام العسكر الجزائري هذه القضية لتسويق أكاذيب حول المغرب، مدعيًا أن المملكة سلمت كليبات إلى إسرائيل في إطار سياسة التطبيع بين البلدين.
هذا الاتهام، الذي لا يمت للحقيقة بصلة، لم يكن الأول من نوعه، فقد قام الإعلام الجزائري وأبواقه الإلكترونية بحملات تشويه ضد المغرب، مستغلا قضايا تافهة للتأثير على الرأي العام العربي والإسلامي. من بين هؤلاء الذين يروجون لهذه المغالطات نجد العربي زيطوط، الذي يعيش في لندن، ويواصل نشر الأكاذيب حول المغرب والصحراء المغربية. زيطوط، الذي يدعي الانتماء إلى مجموعة من المعارضين للنظام الجزائري، يواصل السير في ركب النظام العسكري الجزائري، من خلال مواقفه وتصريحاته ضد المملكة التي تواصل تقدمها على جميع الأصعدة، وهو ما يُزعج أنصار النظام الجزائري الذين لا يتقبلون رؤية المغرب يتفوق على الجزائر في مختلف المجالات…
أما في ما يتعلق بالقضية القانونية لكليبات، فقد أظهرت الوثائق الرسمية أنه تقدم بعدة طلبات لتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية، بهدف الدفاع عن نفسه أمام القضاء الإسرائيلي. وكان قد وجه مراسلات إلى وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، تنفيذًا لحكم محكمة النقض الذي قضى بتسليمه إلى إسرائيل. وحسب المحامي، فإن كليبات كان يصر في جميع رسائله على تسليمه إلى إسرائيل، حيث عبّر عن رغبته في مواجهة القضاء الإسرائيلي لتبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه.
إلى جانب ذلك، أوضح المحامي أن تسليم كليبات تأخر بسبب تعطل حركة النقل بين المغرب وإسرائيل إثر أحداث 7 أكتوبر والحرب التي شهدتها المنطقة، مشيرًا إلى أن الإجراءات القانونية تم احترامها بالكامل أثناء عملية التسليم، التي تمت عبر إسبانيا إلى تل أبيب. وعلاوة على ذلك، أكد المحامي أن كليبات كان يزور بانتظام من قبل عائلته في سجن تيفلت 2، وأن ظروف اعتقاله كانت جيدة، مشدداً على أن موكله عبر عن احترامه للمغرب وأشاد بالإجراءات القانونية التي تم اتباعها.
وتُظهر هذه القضية كيف أن بعض الأطراف تستغل بعض الأحداث والملفات السياسية للمس بالمغرب وتشويه مواقفه، في محاولة يائسة لتحريف الحقيقة. أما الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني فهي أن المغرب لم يتورط في أي “تطبيع” مع إسرائيل في ما يخص القضية الفلسطينية، وملف تسليم الإسرائيلي نسيم كليبات، وأن ما يروج له الإعلام الجزائري ليس سوى محاولة لإخفاء فشل النظام العسكري الجزائري في إدارة أزماته الداخلية والخارجية.