في حادثة جديدة تسلط الضوء على تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا، عثر صباح أمس الجمعة على رأس خنزير مقطوع عند مدخل مسجد في بلدة بونت-سانت-إسبري الواقعة في إقليم غارد جنوب البلاد.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن عامل بلدية اكتشف رأس الخنزير عند الثامنة صباحا وأبلغ السلطات المحلية على الفور. وقد وضع الرأس عمدا في يوم الجمعة، الذي يعد يوما مقدسا للمسلمين، في رسالة يعتقد أنها تهدف إلى الاستفزاز.
و فتحت السلطات القضائية، بإشراف المدعي العام في مدينة نيم، تحقيقا لتحديد الجناة المتورطين في الحادثة، التي وصفتها الجهات الرسمية بـ”المروعة”.
و من جهته أدان رئيس بلدية بونت-سانت-إسبري، فالير سيغال، بشدة هذا الفعل، واصفا إياه بأنه “عمل مشين قام به أشخاص يعيشون على هامش المجتمع”، وشدد على ضرورة تعزيز التضامن بين أفراد المجتمع لمواجهة مثل هذه التصرفات.
وفي خطوة داعمة، اجتمع سيغال مع ياسين طالب، رئيس الجمعية الثقافية الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد، مؤكدا وقوف البلدية إلى جانب المجتمع المسلم، قائلا: “هذه الأعمال لن تفرق بيننا، بل ستزيدنا تماسكا”.
و تعد هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ ففي مارس الماضي، وضع رأس خنزير عند مدخل مسجد تركي في مدينة سانت-أومير عشية شهر رمضان.
وفي سنة 2019، شهدت مدينة بيرجيراك واقعة مشابهة، حيث عثر على رأس خنزير وجدران ملوثة بدماء حيوانات قرب موقع بناء مسجد.
و وفقا لتقرير صادر عن التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في أوروبا (CCIE)، شهدت فرنسا ارتفاعا حادا في الحوادث المعادية للإسلام، حيث تم تسجيل 828 واقعة في عام 2023، بزيادة 57% عن العام السابق.
وتوزعت الحوادث بين 779 حالة تمييز، و237 حالة تحرش معنوي، و188 حالة تحريض على الكراهية، و23 اعتداءً جسديا.
كما أشار التقرير إلى أن 81.5% من الضحايا كانوا من النساء المسلمات، مما يعكس بعدا إضافيا للتمييز القائم على النوع الاجتماعي والدين.
أما بالقطاع التعليمي، فقد عرف تسجيل 305 حادثة إسلاموفوبية في المدارس والجامعات سنة 2023، وهو ما يمثل 41% من إجمالي الحوادث في فرنسا.