قال الضابط الجزائري السابق ورئيس المرصد الدولي لتوثيق وملاحقة جرائم إيران، أنور مالك، إن روسيا قامت بإجلاء ضباط جزائريين بالإضافة إلى ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية من دمشق، عقب التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة السورية، والتي انتهت بسيطرة الجولاني على دمشق وسقوط نظام بشار الأسد.
ونقل مالك عن ضابط سوري كان مسؤولا عن أمن السفارات تأكيده أن القوات الروسية، عملت على إجلاء أعداد كبيرة من العناصر والضباط الإيرانيين، إلى جانب ضباط أمن جزائريين وبعض العاملين في ما يسمى ممثلية البوليساريو بدمشق.
وأوضح الضابط السوري الذي فر لاحقا إلى اللاذقية أن الضباط الجزائريين كانوا يحملون بطاقات أمنية سورية مزورة، مشيرا إلى أن اثنين منهم كانا يقيمان في شقة فاخرة بمشروع كفرسوسة، وهو أحد الأحياء الراقية في قلب العاصمة دمشق.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل نظام الكابرانات الجزائري في إجلاء عناصره العالقة في سوريا، وهم مجموعة تضم مئات الجنود والضباط، إضافة إلى مئات المرتزقة التابعين لجبهة البوليساريو، تم إرسالهم إلى سوريا في وقت سابق للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد والمشاركة في عمليات قمع وتعذيب المواطنين السوريين، بوساطة إيرانية وإشراف من رئيس الأركان الجزائري سعيد شنقريحة.
وتكشف التحركات الروسية الأخيرة عن دور خفي لعناصر أجنبية في الصراع السوري، كما تسلط الضوء على العلاقات المعقدة بين نظام الجزائر، إيران، والميليشيات التابعة لها، ما يثير تساؤلات عديدة حول مصير هؤلاء العناصر بعد عمليات الإجلاء، فضلا عن طبيعة المهام التي كلفوا بها خلال فترة وجودهم في سوريا.