تشكل حبوب الهلوسة أو ما يعرف ب”القرقوبي”، معضلة خطيرة تهدد مستقبل الناشئة والأجيال وتضع مستقبل البلد على المحك، مما صعد موجة الانتقاد لسياسة الحكومة ولفشلها في اتخاذ تدابير آنية وجادة لمكافحة الآفة، في ظل شح مراكز العلاج وإعادة التأهيل للمدمنين.
حذرت جمعيات ناشطة في هذا المجال، من مخاطر تداول “القرقوبي” الذي يصفه البعض ب”كوكايين الفقراء”، مشيرة إلى أن بلادنا يساورها قلق بالغ إزاء تنامي ظاهرة الاتجار وترويج واستهلاك الحبوب المهلوسة، وما لذلك من أخطار على الصحة والأمن والاستقرار الاجتماعي، خصوصا في أوساط الشباب من الجنسين، منبهة إلى قدرة هذه المؤثرات العقلية على إتلاف الجهاز العصبي لمتعاطيها، ما يتسبب في ارتكاب جرائم خطيرة قد تزهق أرواحا بريئة، أو الانتحار تحت تأثيره.
ويحدث هذا، رغم الإجراءات الزجرية والجهود المبذولة التي تباشرها السلطات العمومية على مستوى منافذ وطرق التهريب، خصوصا عبر الحدود الشرقية للمملكة.
وتبقى العاصمة الإسماعيلية على غرار باقي مدن جهة فاس مكناس من المدن التي تتصدر قائمة مدن الجهة، من حيث تنامي هذه الآفة بشكل ملفت، إذ لا يمر يوم واحد دون تمكن المصالح الأمنية التابعة لولائية أمن مكناس، من تفكيك شبكة أو الإطاحة بمبحوث عنهم في مجال الاتجار وترويج هذه السموم التي تفتك بشباب ومراهقي المدينة.
في هذا السياق، كشفت الصباح أنه في اقل من شهر أسفرت التدخلات الأمنية عن حجز الآلاف من حبوب الهلوسة، وإيقاف المتورطين في ترويجها وسط شباب أحياء المدينة.
وتمكنت فرقة محاربة العصابات، بناء على معلومات وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أخيرا، من إحباط عدة محاولات تروم إغراق المدينة بالأقراص المهلوسة، من خلال إيقاف عدد من المبحوث عنهم من أجل الاتجار وترويج المؤثرات العقلية “قرقوبي”، في عمليات متتالية، آخرها، تمكن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مكناس بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أخيرا، من إيقاف شخص للاشتباه في تورطه في حيازة كمية مهمة من المؤثرات العقلية.
ويتعلق الأمر بالمشتبه فيه الخمسيني، الذي تم اعتقاله بسد قضائي بالمدخل الغربي لمكناس، مباشرة بعد وصوله على متن سيارته من نوع “بيكوب”، قادما من إحدى مدن شمال المملكة، وعثر بحوزته على 2900 قرص مخدر، من نوع “إكستازي”.
وتمت هذه العملية بعد يومين من إيقاف أربعيني على مستوى إحدى نقط المراقبة بالمدخل الشمالي لمكناس، إذ ضبط المعني على متن حافلة لنقل المسافرين قادمة من إحدى مدن شمال المملكة في اتجاه فاس، للاشتباه في تورطه هو الآخر في حيازة وترويج كمية مهمة من حبوب الهلوسة، وأسفرت عملية التفتيش عن العثور بحوزته على1600 “قرقوبية” من نوع “إكستازي” تم حجزها، علاوة على حجز مبلغ مالي يشتبه في أنه من متحصلات ترويج الممنوعات.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من أسبوع فقط، من تمكن عناصر الفرقة الأمنية نفسها، من إيقاف امرأة تبلغ من العمر 36 سنة، بالمدخل الشمالي لمكناس، مباشرة بعد وصولها على متن حافلة لنقل المسافرين قادمة من إحدى مدن شمال المملكة، للاشتباه في تورطها هي الأخرى، في قضية تتعلق بحيازة 3950 “قرقوبية”، علاوة على مبلغ مالي يشتبه في أنه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي.
وقبل أسبوع فقط، جرى إيقاف شخص ثلاثيني على مستوى محطة السكة الحديدية بمكناس، مباشرة بعد وصوله على متن قطار قادم من إحدى مدن شمال المملكة، للاشتباه في تورطه بدوره في حيازة كمية مهمة من المؤثرات العقلية، حيث عثر بحوزته على 1689 قرصا مخدرا، من بينها 1074 قرصا مهلوسا من نوع “إكستازي” و615 قرصا طبيا مخدر من نوع “ريفوتريل”، وهي التدخلات التي تكشف الجهود المكثفة التي تقوم بها المصالح الأمنية التابعة لأمن مكناس من أجل مكافحة ترويج إغراق المدينة بالمخدرات.