هل سيتخذ المغرب موقفًا حاسمًا تجاه الدعم التونسي للبوليساريو؟

تتسارع التوترات الإقليمية في شمال إفريقيا، حيث يشير عدد من الخبراء إلى ضرورة أن يعيد المغرب حساباته الاستراتيجية في ظل تصاعد الدعم التونسي لجبهة البوليساريو، بعدما أصبح نظام قيس سعيد تابع للعسكر الجزائري.

وفي وقت تشهد فيه تونس تحولات سياسية مقلقة، يشير العديد من المتابعين إلى أن المملكة المغربية أصبحت مطالبة بتطوير قدراتها العسكرية بشكل يضمن الرد الفوري على أي تهديدات قد تأتي من تونس أو دعمها للجماعات الانفصالية، التي تتخذ من الجزائر مقرا لها وعونا على استفزاز المملكة.

 

وفي الوقت الذي كانت فيه تونس دولة ديمقراطية ناشئة، تسير نحو الاستقرار والازدهار، يلاحظ الخبراء تحولًا جذريًا في سياساتها الخارجية، خاصة في علاقتها مع الجبهة الانفصاليةالبوليساريو، بسبب تدخلات جنرالات الجزائر وتحريضها لسعيد ضد المغرب.

 

مع صعود قيس سعيد إلى السلطة، بدأ الخطاب السياسي التونسي يتغير بشكل ملحوظ، حيث أظهر النظام التونسي دعمًا صريحًا لجبهة البوليساريو، وهو ما اعتبره مراقبون تطورًا خطيرًا في سياسة تونس الخارجية، وأدى إلى ازدياد التوترات بين البلدين.

 

ويُعتبر هذا التحول جزءً من محاولات النظام التونسي الجديد استقطاب الدعم السياسي والثقافي من أطراف خارجية، كما تشير بعض التقارير إلى أن تونس قدمت دعمًا سياسيًا واقتصاديًا لجبهة البوليساريو، بالإضافة إلى السماح لممثلي الجبهة بالقيام بأنشطة علنية على الأراضي التونسية. وهو ما يراه المغرب تهديدًا مباشرًا لمصالحه الوطنية وأمنه القومي.

 

وفي هذا السياق، يتزايد الحديث داخل الأوساط المغربية عن ضرورة أن تمتلك المملكة قدرات عسكرية متطورة تشمل الهجمات الهجينة والتقليدية لضمان قدرتها على الرد السريع في حال استدعت الضرورة ذلك.

 

يتفق العديد من المحللين العسكريين على أن المغرب يجب أن يظل مستعدًا لمواجهة أي تهديدات قد تصدر عن النظام التونسي، سواء عبر الدعم المباشر للبوليساريو أو من خلال تسهيلات أخرى قد يقدمها لتلك الجماعات.

 

هذه التطورات تثير قلقًا في العديد من العواصم العالمية، مثل واشنطن وباريس، حيث يلاحظ الخبراء تحول تونس من دولة ديمقراطية مستقرة إلى دولة تشجع على الانفصال وتدعم الجماعات الإرهابية.

 

ويؤكدون أن هذا التحول يتطلب موقفًا دوليًا واضحًا من أجل التعامل مع التهديدات التي قد يسببها في المنطقة.

 

ويبقى السؤال المطروح: هل ستقوم المغرب باتخاذ موقف حازم ضد هذه السياسات التونسية، أم أن الوضع سيظل يتفاقم في ظل استمرارية دعم تونس لجبهة البوليساريو؟ في الوقت ذاته، يبقى المغرب في موقف استراتيجي حاسم، يتيح له اتخاذ إجراءات عسكرية إذا لزم الأمر، للحفاظ على أمنه ومصالحه في المنطقة.