العداء الجزائري المزمن نحو المغرب.. حرب قائمة لم يخمد فتيلها منذ عقود

“حرب الجزائر على المغرب قائمة بالفعل ولا داعي لانتظار تحرك عسكري ميداني”، هذه خلاصة يدركها كل من يتابع تطورات العلاقة بين البلدين، حيث تكشف الممارسات الجزائرية المتكررة عن عداء منهجي ومستمر تجاه المغرب.

وما يحدث اليوم ليس إلا تكريساً لسياسة عدائية عميقة الجذور تستهدف وحدة المغرب واستقراره.

 

ولقد أعلنت الجزائر مؤخرا عن تجاوز كل الخطوط الحمراء، باحتضان حركة انفصالية جديدة في إطار مخطط إجرامي لزعزعة استقرار المغرب.

 

ولا يعكس افتتاح مكتب لهذه الحركة في الجزائر تفسيرا آخر، سوى استمرار لسياسة عدوانية متأصلة تهدف إلى خلق بؤر توتر جديدة داخل الحدود المغربية.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد عقود من دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، ما يكشف عن استراتيجية تهدف إلى زعزعة استقرار المغرب بأي وسيلة متاحة.

 

وكعادته، لجأ النظام الجزائري، الذي يواجه أزمات داخلية خانقة، إلى توجيه أنظاره نحو المغرب كوسيلة لتشتيت الانتباه عن مشاكله.

 

وفي هذا السياق، استثمر النظام مبالغ ضخمة لدعم أجندته العدائية ضد المملكة، سواء عبر توفير التمويل والأسلحة للبوليساريو أو من خلال حشد التأييد الدولي لمواقفها.

 

ومع ذلك، ورغم كل هذه الجهود، بقي المغرب صامداً أمام محاولات التشكيك في وحدته الترابية، مستنداً إلى دعم دولي واسع ومواقف راسخة لا تتزعزع.

 

ولقد شكل الإعلام الجزائري جزءاً من هذه الحرب المستمرة، حيث انخرط في حملات منظمة لتشويه صورة المغرب دولياً، وذلك من خلال الترويج لادعاءات ومزاعم واهية، حاول النظام خلق صورة سلبية للمملكة، إلا أن هذه المحاولات افتقرت إلى الأدلة والإقناع، ما جعل تأثيرها محدوداً على الساحة الدولية.

 

ولم تتوقف الحرب الجزائرية عند هذا الحد. بل اتخذت أشكالاً ذات بعد ثقافي في السنوات الأخيرة، حيث تبنت الجزائر محاولات لطمس الهوية المغربية عبر ادعاءات زائفة بامتلاك عناصر من التراث المغربي العريق، سواء في مجال الأزياء أو الموسيقى أو المطبخ.

 

هذه المحاولات، وإن بدت صغيرة في ظاهرها، تكشف عن استراتيجية تهدف إلى ضرب العمق الثقافي والتاريخي للمغرب، في محاولة بائسة لزعزعة اعتزازه بهويته.

 

لكن أخطر التحركات الأخيرة تمثلت في احتضان الجزائر لحركة انفصالية جديدة في منطقة الريف، وهي منطقة ذات رمزية تاريخية ووطنية كبيرة في المغرب.

والأكيد أن هذه الخطوة تعكس فشل النظام الجزائري في تحقيق أهدافه السابقة، ما دفعه للبحث عن أوراق جديدة يستطيع من خلالها الضغط على المغرب. وهي محاولة تحمل في طياتها خطراً كبيراً، ليس فقط على استقرار المغرب، ولكن أيضاً على المنطقة ككل.

غير أن المغرب، الذي يواصل تحقيق إنجازات تنموية واقتصادية جعلته في موقع ريادي على المستوى الإقليمي، يقابل هذه الاستفزازات بسياسة متزنة تقوم على ضبط النفس والتركيز على البناء الداخلي.

لكن استمرار الجزائر في سياساتها العدائية يضع المنطقة أمام مخاطر متزايدة، حيث يهدد بتصعيد التوترات بشكل قد يخرج عن السيطرة.

من الواضح أن الحرب الجزائرية ضد المغرب ليست مجرد توترات عابرة، بل هي استراتيجية مستمرة تتخذ أشكالاً مختلفة، من دعم الحركات الانفصالية إلى التلاعب بالحقائق التاريخية والثقافية.

وتعكس هذه الحرب القائمة منذ عقود، التي يدفع ثمنها شعبا البلدين، صورة نظام يعيش على افتعال الأزمات بدلاً من مواجهة تحدياته الداخلية.

في حين المغرب، من جانبه، يواصل السير بثبات نحو المستقبل، محافظاً على استقراره ووحدته رغم كل المحاولات اليائسة للنيل منه.