يبذل النظام الجزائري جهودا كبرى لتسخير جهازه الإعلامي العمومي، للإيقاع بمتتبعي الشأن السياسي في بِرك المغالطات.
وفي تصعيد يتجه للتأزيم، بثت القناة الحكومية الجزائرية الثانية، أمس الأحد، برنامجا امتد لأزيد من ساعة، اتهمت فيه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوزير المنتدب لدى وزير المالية المكلف بالميزانية، باستخدام أموال المخدرات لشراء ذمم أعضاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وإرضاخهم تحت نفوذه، عبر التجسس عليهم عن طريق نظام “بيغاسوس”.
واعتبرت القناة الجزائرية التابعة للنظام العسكري الجزائري أن سر نجاح فوزي لقجع في عالم كرة القدم يعود إلى استعانته بالبرنامج المذكور “بيغاسوس”، في حين أن المنتخب الوطني لم يحرز كأس إفريقيا في آخر دورة بكوت ديفوار، ثم إن نادي نهضة بركان الذي أبدعت القناة الجزائرية في وضعه في قالب الفريق الذي يحظى باهتمام متفرد من لقجع، وأنه ينال رعاية مالية خاصة من طرفه، لم يظفر بلقب دوري أبطال افريقيا، فضلا عن أنه لم يفز بالبطولة الاحترافية، ولو مرة واحدة منذ أن ترأس لقجع الجامعة.
وفي سياق التحليلات والتعليقات التي دأبت القناة الجزائرية على إدراجها بموضوع الحلقة، تساءل معلقون بطريقة لا تخلو من سخرية عن جدوى عدم استعمال فوزي لقجع هذا البرنامج التجسسي من أجل إحراز كأس العالم قطر 2022 بعدما وصل المنتخب إلى نصف النهائي، ليجد المشاهد نفسه أمام استفهامات عديدة يحتمل أن تطرق باب التضليل.
ووفقا لقراءات بعض الخبراء السياسيين، فإن خطوة استعانة النظام الجزائري بإعلامه الرسمي لمعاكسة المغرب، وشن حرب أحادية مبنية على إلقاء الاتهامات بهدف الاستفزاز، باتت إجراء مستهلكا ومكررا، ينضاف إلى أرشيف الاتهامات التي سجلتها الجزائر ضد المغرب في قضايا خيالية من تأليف مألوف.
ويجد آخرون أن شن هذه الحرب الإعلامية في شخص فوزي لقجع يوضح حجم المعاناة التي تتكبدها بعض الأسماء المنتمية للنظام الجزائري أمام سجل الانتصارات التي حققها المغرب في مجالات عدة، أبرزها اتساع دائرة الحلفاء الداعمين لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ويتعلق الأمر أساسا بانتزاع الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء، الذي اعتبره دارسو الشأن السياسي الضربة القاضية التي عمقت من عزلة النظام الجزائري.