51 عاما كان عمر كريم أحمد خان حين تولى رسميا، ولمدة تسع سنوات، رئاسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ليكون بذلك الرئيس الثالث في هذا المنصب، منذ تأسيس المحكمة قبل 18 عاما، بعد الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، والغامبية فاتو بنسودا، التي تعرضت لعقوبات من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وأول مدع عام يشغل المنصب بالاقتراع السري في الانتخابات، بإصرار من الحكومة الكينية، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
جدية وحزم
وأدى خان قسمًا رسميًا في بداية ولايته حيث قال: “إن الأولوية بالنسبة إليّ، وأعتقد أن هذا هو مبدأ نظام روما الأساسي، ليس التركيز كثيرًا على مكان إجراء المحاكمات، ولكن لضمان السعي لتحقيق المساءلة والتغلغل في التصدي للإفلات من العقاب”، في إشارة إلى المعاهدة التي أسست المحكمة، معتبرا أن “لاهاي نفسها يجب أن تكون مدينة الملاذ الأخير، وحيثما أمكن، يجب أن نحاول إجراء تجارب في البلد أو في المنطقة”.
المولد والنشأة
من أصول باكستانية، رأى كريم أحمد خان النور في 30 مارس 1970 بمدينة أدنبرة في أسكتلندا، هاجر والده سعيد أحمد خان، من باكستان إلى بريطانيا عام 1961، ودرس في كلية لندن الطبية، وأصبح استشاريا في الأمراض الجلدية، واشتغل في إدنبرة وتزوج بأم خان التي كانت تشتغل كممرضة، وفي عام 1993 تزوج كريم أحمد خان من ساهيبزادي ياسمين منى.
الدراسة والتكوين
تابع ابن أدنبرة دراسة القانون في كلية الملك جورج في جامعة لندن، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف، ثم التحق بجامعة كامبريدج، حيث حصل على درجة الماجستير في القانون الدولي.
التجربة المهنية
شغل خان منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، ومنصب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق، كما عمل بين عامي 1993 و 1996 كمدعي عام للتاج في دائرة الادعاء الملكية في إنجلترا وويلز، وكبير مدعي عام للتاج في عام 1995.
واشتغل خان كمسؤول قانوني في مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة بين عامي 1997 و1998، ليصبح بعدها مستشارا قانونيا في مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، ست سنوات بعد ذلك، شغل خان منصب كبير مستشاري الدفاع لرئيس ليبيريا السابق، تشارلز تيلور، أمام المحكمة الخاصة لسيراليون.
وفي سنة 2016، عمل كريم أحمد خان كمحام في هيئة الدفاع عن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عقب محاكمته بعد أحداث الربيع العربي، وبالموازاة مع هذا المنصب، اشتغل كمستشار خاص ورئيس لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2010.
وفي يوليوز 2017، انتخب خان رئيسا ثانيا لنقابة المحامين في غرفة التجارة الدولية، ويعد سفيرا عالميا للنقابة المذكورة، لاسيما وأنه كان يمثل ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في القارة السمراء.
ومن أبرز المحاكمات التي شارك فيها كريم أحمد خان هي المحاكمات لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، وجرائم الإبادة في رواندا، ومحكمة لبنان الخاصة، ثم إنه دافع عن نائب الرئيس الكيني السابق، وليام روتو، أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتم إسقاط التهم الموجهة إليه بعد انتخابات 2007.