تهمة استغلال مهاجرين مغاربة تطيح بثلاثة أشخاص في فرنسا

مثل ثلاثة أشخاص، أول أمس الثلاثاء، أمام محكمة “ليبورن” الفرنسية، بتهمة استغلال مهاجرين مغاربة، واستقدامهم بوعود كاذبة من المغرب للعمل في ظروف غير إنسانية بحقول العنب في منطقة “بوردو” الفرنسية.

وأوضحت صحيفة “France Bleu” أن هذه القضية التي أثارت جدلا كبيرا في أوساط الجالية المغربية، جاءت بعد شكوى تقدم بها ما مجموعه 25 عاملا مغربيا ضد زوجين فرنسيين ووسيط مغربي، كشفوا فيها عن معاناتهم وظروف اشتغالهم القاسية، وكذا الوعود الزائفة التي قُدمت لهم بخصوص مساعدتهم على الحصول على وثائق الإقامة.

 

وأضافت المصادر ذاتها أنه من المنتظر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في هذه القضية يوم الـ 17 دجنبر المقبل، مبرزة أن الإدعاء طالب بالحكم على المتهمين بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ويتعلق الأمر بوسيط مغربي يبلغ من العمر 46 سنة، مسؤول عن استقدام العمال من المغرب، وزوجان فرنسيان يبلغان من العمر 54 و42 سنة، يديران شركة تقدم خدمات زراعية.

 

وذكرت الصحيفة أن المدعية العامة، إيلودي بليير، وصفت القضية بأنها جزء من شبكة منظمة تشتغل على تحقيق مكاسب غير قانونية من خلال استغلال العمال المهاجرين، عبر وعود كاذبة بوظائف وحياة أفضل.

 

وأظهرت التحقيقات أن العمال استُقدموا من المغرب، خلال الفترة الممتدة من يناير 2021 ويناير 2024، بعد دفع مبالغ مالية تتراوح بين 8,000 و10,000 يورو، مقابل وعود بعقد عمل والتأمين والحصول على الإقامة، ليتفاجؤوا بعد قدومهم إلى فرنسا بأن ظروف العمل قاسية والوعود التي قدمت لهم كانت كاذبة.

 

وأشار الادعاء، إلى أن الزوجين قد تمكنا من تحقيق أرباح تجاوزت 200,000 يورو دون إصدار فواتير أو تقديم تبريرات رسمية حول مصادر دخلهما، بينما زعم الوسيط المغربي، أن الأموال قد تم دفعها لوسطاء آخرين في المغرب وفرنسا، ما يعزز الشبهات حول وجود شبكة للاتجار بالبشر.

 

وكشفت التحقيقات، أن العمال كانوا يعملون لساعات طويلة تعادل 62 ساعة أسبوعيا، دون تعويض مادي مناسب، مبرزة أن المهاجرين المغاربة عاشوا في ظروف غير إنسانية داخل شقق مكتظة تضم ما يصل إلى 12 شخصا، إلى جانب نقص الأسرة والمرافق الصحية.

 

ونقلت تقارير مماثلة، أن أحد العمال قد أوضح في المحاكمة، بأن شخصا يُدعى “آلان” كان يقتطع مبالغ كبيرة من رواتبهم، مهددا إياهم بالإبلاغ عنهم للسلطات في حال اشتكوا من الأمر.

 

وتعتبر هذه القضية واحدة من عدة قضايا مشابهة شهدتها منطقة “بوردو”، ففي نونبر الماضي، حكمت المحكمة بالسجن لمدة سنة كاملة على أب وابنه بتهمة استغلال خمسة عمال مغاربة، كما تم الحكم في ماي 2023، في قضية أخرى على شخص بالسجن لمدة عام لاستغلاله العمال المهاجرين.