شهدت مدينة أمستردام حالة من الاحتقان عقب أحداث العنف المرتبطة بمباراة أياكس ضد مكابي تل أبيب، حيث وصف رئيس الوزراء ديك شوف الوضع بأنه “مشكلة اندماج”. تصريحات شوف أثارت قلق الجالية المغربية بالمدينة، التي أعربت عن مخاوفها من التأثيرات السلبية على حياتها اليومية.
ليلى، وهي أم لطفل يبلغ من العمر 13 عامًا، اضطرت إلى مناقشة مواقف حياتية مع ابنها لإعداده لاحتمالات التمييز أو الاستفزاز. قالت ليلى: “كنت أربي ابني على قيم المواطنة في بلد متعدد الثقافات، لكنه الآن يجد نفسه في دائرة الاتهام فقط بسبب خلفيته”. وصفت ليلى الوضع الجديد بأنه يذكرها بفترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث تحمل المسلمون تبعات أفعال قلة قليلة.
فرِيد بوصعيد، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز أمستردام لدراسات الشرق الأوسط، نظم لقاءً غير رسمي مع آباء من أصول مشابهة لمناقشة التحديات التي يواجهونها في تربية أطفالهم. أكد بوصعيد أن الأحداث الأخيرة كشفت عن توتر كبير بين الأقليات، مشيرًا إلى أن التصعيد الأخير بين الجاليتين اليهودية والمسلمة ناجم عن غياب القيادة الأخلاقية لدى الحكومة.
الحوادث شملت استفزازات من مشجعي مكابي، مثل تمزيق علم فلسطيني وإحراقه، واشتباكات لاحقة مع شباب من امستردام. ليلى أشارت إلى أن هذه الأحداث تعكس إحباط الشباب من عدم أخذ مواقفهم تجاه الحرب في غزة على محمل الجد، حيث قالت: “نعيش في زمن يُقتل فيه الآلاف، ولا يزال البعض يخشى تسمية ما يحدث إبادة جماعية”.
رئيس الوزراء ألقى باللوم على “مشكلة الاندماج”، ما زاد من شعور الجالية المغربية بالتهميش. وأعرب بوصعيد عن رفضه لهذه التصريحات، مشددًا على أن هؤلاء الشباب هم جزء من المجتمع الهولندي، متسائلًا عن معنى الحديث عن الاندماج بالنسبة لأجيال ولدت ونشأت في هولندا.
ليلى اختتمت حديثها بالإشارة إلى الشعور بالخذلان، حيث قالت: “لقد عملنا لعقود لبناء جسور مع المجتمع، لكننا نجد أنفسنا مرة أخرى في موقع الدفاع”. من جانبه، دعا بوصعيد إلى تعزيز الحوار والتكاتف لمواجهة الظلم والعنصرية معًا، مؤكدًا أن الحل يجب أن يبدأ من القاعدة الشعبية لتحقيق تغيير مستدام.