“أ ب س” الإسبانية: عودة ترامب إلى البيت الأبيض ورقة رابحة للمغرب

قالت صحيفة “أ ب س” الإسبانية، إن عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية سيكون لها تداعيات على مستوى السياسات الخارجية للدول الأوروبية، ولاسيما إسبانيا، التي يتوجب عليها أن تستعد للمتغيرات التي قد تحدث على علاقاتها الخارجية، وخاصة مع دول مثل المغرب الذي سيسعى لتعزيز مواقفه السياسية في قضايا مثل قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن ترامب كان أول رئيس أمريكي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه في دجنبر 2020.

وتحدث الخبير في الدراسات الأمريكية، خوسي أنطونيو غوربيغي، للصحيفة عن الأهمية الكبيرة للعلاقات المغربية الأمريكية، حيث تعود إلى القرن الثامن عشر، عندما كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال أمريكا، مضيفا أن العلاقات القوية بين البلدين استمرت عبر التاريخ، مما يؤكد دور الولايات المتحدة في دعم السياسات المغربية حسب تعبير غوربيغي.

 

وأشار الخبيرإلى أن الدعم الأمريكي كان ضروريا لانطلاق المسيرة الخضراء في 1975، وهو الحدث الذي مهد الطريق لاسترجاع المغرب سيادته على الصحراء، مضيفا بأن الولايات المتحدة لعبت دورا حاسما في قضايا إقليمية، مثل النزاع على جزيرة ليلى، وهو ما يعكس، حسبه، التشابك الكبير للولايات المتحدة والمغرب على المستوى السياسي.

 

مغرب أكثر قوة

 

وصول ترامب إلى السلطة وعلاقة بلاده القوية مع المغرب كان له صدى في الصحافة المغربية وكذلك الاسبانية التي تناقلت تحليلا صادرا عن مركز الدراسات الدفاعية الإسباني، الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة أعطت الأولوية لعلاقتها مع المغرب على حساب إسبانيا، رغم كون الأخيرة حليفا مهما ضمن حلف الشمال الأطلسي “ناتو”، إذ يعتبر التحليل أن المغرب هو شريكي إقليمي استراتيجي في البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للولايات المتحدة.

 

وقالت صحيفة “أ ب س” أن الخبراء أجمعوا على أن المغرب أكبر مستفيد من عودة ترامب لتعزيز موقفه في ملف الصحراء، كما قد يسعى للحصول على دعم أكبر من الولايات المتحدة في هذا الملف، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على إسبانيا، خاصة فيما يتعلق بالتوترات مع الجزائر.

 

واعتبر الصحيفة الإسبانية أن اعتراف ترامب بخطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل وحيد للنزاع في الصحراء ساهم في إحداث تحول في السياسة الإسبانية في هذه القضية، حيث أعلنت مدريد دعمها للخطة المغربية في مارس 2022.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المنافسة بين المغرب والجزائر قد تزداد حدة مع عودة ترامب، الذي يدعم سياسة تقارب الدول العربية مع إسرائيل، مضيفة أن هذا التوجه قد يشعل صراعا دبلوماسيا في المنطقة، ما قد ينعكس سلبًا على العلاقات مع إسبانيا التي تعتمد على الغاز الجزائري.

 

مضيفة ان سياق التنافس والصراع في المنطقة دفعت المغرب الى عقد صفقات عسكرية كبيرة مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، شملت طائرات F-16 ودبابات حديثة، مؤكدة أن هذا التعاون العسكري يعزز من قدرة المغرب على التفوق في المنطقة، ويزيد من مخاوف إسبانيا والجزائر.

 

وسجلت الصحيفة أنه قبل مغادرة ترامب عام 2020، كان قد وعد بفتح قنصلية في الداخلة. وهو المشروع الذي من المرجح أن يعيد إحياءه بعد تسلمه السلطة شهر يناير المقبل. وهذا قد يدفع المغرب إلى “زيادة الضغط على مدريد للقيام بخطوات مماثلة”.