قال الإمام محمد الفقيري، أمين هيئة المساجد المغربية في هولندا، إن واقعة أمستردام، لم تكن مطاردة لليهود ومعاداة للسامية كما تم التسويق لها، بل هي رد فعل على استفزازات المشجعين الإسرائيليين، مؤكدا أن المغاربة معتادون على التعايش مع اليهود.
وأوضح الإمام المغربي في حوار أجرته معه صحيفة “Reformatorisch Dagblad” الهولندية، أن حادثة أمستردام لم تكن تستهدف اليهود ولم يكن دافعها “الدين”، بل كان رد فعل طبيعي على تصرفات مشجعي نادي كرة القدم الإسرائيلي “مكابي تل أبيب”، الذين أطلقوا شعارات استفزازية، مثل “الموت للعرب”.
وقال الإمام الفقيري: “يقولون إنه كانت هناك مطاردة لليهود، وهذا غير صحيح، فالمغاربة معتادون على العيش مع اليهود والمسيحيين في المغرب، ونتقاسم معهم مناسبات كثيرة، ولا توجد لدينا مشكلة معهم، فذلك جزء من ثقافتنا”، مضيفا أن العلاقة بين المساجد المغربية والجالية اليهودية في هولندا هي علاقة قوية، حيث يجري عقد مجموعة من الاجتماعات المنتظمة للنقاش والعمل المشترك.
وحين سُئِلَ عن الشباب المغاربة المتورطين في أحداث أمستردام، أكد الإمام أن أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما، وأن مسؤولية تورطهم في هذه الحادثة تقع على عاتق المجتمع ككل، بما في ذلك الآباء والمدارس والمجتمع المحلي، قائلا: “هؤلاء الشباب هم أبناء هولندا، وُلِدوا ونشأوا هنا، وهم مواطنون هولنديون”.
واستنكر الفقيري في حواره مع الصحيفة الهولندية، تضخيم الإعلام الهولندي لهذه الواقعة، ما زاد الوضع سوءً، مؤكدا للمرة الثانية أن مشجعي الفريق الإسرائيلي الذين أطلقوا شعارات معادية، هم من بدأوا في استفزاز الشباب، فردوا عليهم بشكل عنيف، موضحا في ذات الوقت أن بعض التصرفات المسيئة قد تصدر عن أشخاص من خلفيات مختلفة، وليس من الضروري أن يكونوا جميعهم المغاربة، لا سيما وأن هولندا تضم لاجئين من بلدان مختلفة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وأعرب الفقيري عن شعوره بالأسف لما وقع، مشيرا إلى أن المجتمع المغربي في هولندا يحترم القوانين الهولندية، ويلتزم بالنظام، قائلا: “نحن هنا لنناقش ونحل المشاكل، وقد تحدثنا مع الشباب وأقنعناهم بالعودة إلى منازلهم”.
واختتم حديثه، بالتأكيد على أن ردود الأفعال لم تكن موجهة ضد الديانة اليهودية، وإنما كانت ضد تصرفات مجموعة معينة من المشجعين، داعيا إلى التمييز بين الدين والتصرفات الفردية عند التعامل مع مثل هذه القضايا.