نواب تحالف اليمين الهولندي يدعم سحب الجنسية من المدانين بمعاداة السامية

في خطوة أثارت جدلاً واسعا، أبدى الائتلاف اليميني الحاكم في هولندا دعمه لسحب الجنسية الهولندية من مزدوجي الجنسية المدانين بمعاداة السامية. تأتي هذه الخطوة عقب أحداث عنف شهدتها مدينة أمستردام الأسبوع الماضي. وفي جلسة نقاش جرت يوم الأربعاء، أعلن الائتلاف عن تأييده لهذا المقترح الذي ينادي به عدد من الأحزاب اليمينية، بينما لم يصدر الحزب الرابع في الائتلاف، حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC)، موقفا نهائيا حتى الآن.

حتى الآن، ينص القانون الهولندي على إمكانية سحب الجنسية الهولندية فقط من الأفراد المدانين بجرائم إرهابية أو من الذين يُعتبرون تهديدا للأمن القومي. لكن خلال الجلسة البرلمانية، صرح رئيس الوزراء ديك سخوف بأن “معاداة السامية هي شكل من أشكال الإرهاب”، مبررا ضرورة إدراجها كجريمة تستدعي تجريد مرتكبيها من الجنسية. ووقال سخوف أن “الإرهاب يهدف إلى بث الخوف في نفوس الناس، ويمكن اعتبار ما حدث الأسبوع الماضي نوعا من الإرهاب”.

 

كما تعهدت الحكومة بالتحقيق في إمكانية توسيع قائمة الجرائم التي يمكن أن تؤدي إلى سحب الجنسية الهولندية لتشمل جرائم الكراهية ومعاداة السامية. وتأتي هذه المقترحات ضمن مساعي الحكومة لتعزيز الأمان الاجتماعي، في وقت تتزايد فيه حوادث العنف والكراهية على خلفيات دينية وعرقية.

 

في سياق متصل، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنه منذ عام 2017، تم سحب الجنسية من 25 شخصا بسبب تورطهم في أنشطة إرهابية أو كونهم يمثلون تهديدا للأمن القومي، وهناك قضايا أخرى ما زالت قيد المحاكمة. ومع ذلك، فإن سحب الجنسية لا يتم إلا في حال كان الشخص يحمل جنسية أخرى، وفقا للقوانين الهولندية التي تمنع تجريد الأفراد من جنسيتهم في حال عدم امتلاكهم جنسية ثانية.

 

ويتضمن اتفاق الائتلاف الحاكم أيضا مقترحات أخرى تتعلق بتشديد شروط الحصول على الجنسية الهولندية، حيث يطالب بزيادة فترة الإقامة اللازمة للتجنيس إلى عشر سنوات بدلا من خمس سنوات، مع تقليص الخيارات التي تسمح لمزدوجي الجنسية بالاحتفاظ بجوازات سفرهم الأصلية.

 

شهد البرلمان الهولندي أمس مناقشات حادة، بعد أن هاجم خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف والمعروف بعدائه للإسلام، المغاربة والمسلمين ووجه إليهم اتهامات بمعاداة السامية. وقد حظي فيلدرز بدعم ديلان يسلجوز، زعيمة حزب الشعب ذات الأصول الكردية التركية، التي وجهت بدورها انتقادات حادة للمساجد ولطرق تربية المسلمين. في المقابل، تصدى النائب ستيفان فان بارلي، ممثل حزب “دينك”، لهما بشدة وقدم ردودا قوية على اتهاماتهما.

 

شهدت مدينة أمستردام الأسبوع الماضي سلسلة من حوادث العنف عقب مباراة بين مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام، والتي أسفرت عن إصابة ما بين 20 إلى 30 شخصا، بينهم خمسة نقلوا إلى المستشفى. وصرحت عمدة أمستردام، فامكه هالسيما، أن الهجمات نفذها “شباب على دراجات بخارية”، ما دفع السلطات المحلية إلى تعزيز التدابير الأمنية لمواجهة تصاعد العنف.

 

إلا أن مقاطع الفيديو وشهادات شهود العيان أظهرت رواية مغايرة، حيث يُقال إن جماهير مكابي الإسرائيلي استفزوا سكان أمستردام من خلال تمزيقهم للأعلام الفلسطينية التي أُنزِلت من شرفات المباني الخاصة، وإطلاقهم هتافات عنصرية ضد العرب، وإظهارهم الشماتة بأطفال غزة، إضافة إلى اعتداءاتهم على سائقي سيارات الأجرة. هذه الروايات تتناقض مع ما روج له الإعلام الهولندي وحكومة اليمين المتطرف.

 

تعكس هذه الخطوات توجها يمينيا متزايدا يربط قضايا الهجرة والاندماج بالمخاطر الأمنية والاجتماعية، وسط نقاشات حامية حول هوية الدولة الهولندية وضرورة مكافحة الكراهية بشتى أشكالها.