منذ ليلة الثامن من نونبر الجاري، تصدرت أحداث أمستردام عناوين الصحف العالمية، بعدما تحولت الدوائر المجاورة لملعب “يوهان كرويف أرينا” بالمدينة ذاتها إلى ساحة للعراك بين مشجعين من أصول عربية وبعض الإسرائيليين، الذين استفزوا بشعاراتهم العنصرية الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المكلوم.
وقبل ساعات قليلة من بداية المقابلة التي انتهت لصالح أياكس امستردام بخماسية دون رد، تحدثت صحف اسرائيلية وعلى رأسها صحيفة “THE JERUSALEM POST” عن وجود عناصر من المخابرات الإسرائيلية “الموساد” ضمن فريق مكابي تل أبيب إلى أمستردام، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول وقوف هذا الجهاز وراء الأحداث التي هزت العالم ودفعت كبار القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الخروج عن صمتهم.
وفي هذا السياق، قال أليف الصباغ، المحلل السياسي بالجليل شمال فلسطين، إنه “منذ اليوم الأول من أحداث أمستردام تحدثت وسائل إعلام أجنبية واسرائيلية عن وجود ضباط الموساد وجماهير محسوبة على هذا الجهاز في هولندا، في سياق مزاعم وجود أخبار وتقارير استخباراتية تتوقع بحدوث حالات شغب خلال المباراة التي جمعت بين مكابي تل أبيب وأياكس امستردام الهولندي”.
وأضاف الصباغ، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الموساد الإسرائيلي هو الذي كان وراء الحدث الذي وقع في مدينة امستردام، لأن إسرائيل هدفها الوحيد هو مشاركتها في عمليات التحقيق بتنسيق مع السلطات الأمنية الهولندية، وهذا تعتبره تل أبيب انجازا أمنيا غير مسبوق، لأنها دائما تسعى إلى المشاركة مع السلطات الغربية من أجل فك ألغاز بعض القضايا الشائكة”.
وتابع المتحدث عينه أن “إسرائيل هدفها هو بناء علاقات جديدة مع مؤسسات أمنية أجنبية، وهذا تعتبره مكسبا كبيرا نظراً للضغوط التي تتعرض إليها بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني”.
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن “الشعب الهولندي من جهة أخرى استفاقة على كذبة كبيرة صنعتها المخابرات الإسرائيلية، علما أن هذا الكيان المعتدي نصب نفسه في خانة الضحية، وهذا يدل على أن كل الروايات الاسرائيلية من وحي الخيال ولا أساس لها من الصحة”.
وأردف أيضا أنه “على المستوى المحلي والعالمي الرواية الإسرائيلية خسرت، وأصبح جميع الشعوب تعرف من هي إسرائيل وما هو هدفها من هذه السرديات الصهيونية”، مؤكدا على أن “هذه خسارة كبيرة لإسرائيل ولباقي الجهات الداعمة لهذا الطرح الصهيوني الخبيث”.