إندلع حريق مدمر في ساعة متأخرة من ليل الخميس، في مبنى سكني بشارع دي فينيس بمنطقة أندرلخت ببروكسل، وأسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص، وسط محاولات جريئة من السكان المحليين لإنقاذ المحاصرين بالنيران. في تفاصيل تكشف أبعاد الحادث الأليم، أظهر شاب مغربي مهاجر يُدعى يونس أغورام، شجاعةً فريدة في الساعات الحرجة للحادث.
البداية كانت حين لاحظ أحد المارة ألسنة اللهب تتصاعد من المبنى ليقوم بإبلاغ فرق الإطفاء عند حوالي الساعة 1:10 صباحًا. في تلك الأثناء، توافد العديد من سكان الحي، بما فيهم الشاب المغربي يونس، إلى موقع الحريق قبل وصول فرق الإنقاذ. يونس، الذي يبلغ من العمر 20 عامًا ويعيش في بلجيكا بشكل غير قانوني منذ عام، كان من بين الأوائل الذين هرعوا لمساعدة المحاصرين. ورغم المخاطر، تسلق يونس إلى شرفة إحدى الشقق المحترقة عبر المنزل المجاور، محاولاً مساعدة المحاصرين على الهروب عبر النوافذ.
وفي تصريح خاص قال يونس، الذي أصيب بحروق في يديه وكسر في إصبعه: “أحرقت يدي أثناء محاولتي مساعدة أحد الأشخاص عبر نافذته”. وبينما قفز بعض السكان الآخرين إلى الأسفل، ساهم وجود قماش مشمع في امتصاص الصدمة وتخفيف الإصابات. لاحقاً، تم نقل يونس إلى المستشفى للعلاج، ولفتت شجاعته الأنظار، حيث طالبت بعض الأصوات بمنحه أوراق إقامة كمكافأة على شجاعته النادرة.
على الجانب الآخر، تمكنت فرق الإطفاء من إخلاء بعض السكان باستخدام سلالم الإنقاذ، غير أنهم عثروا على جثث ثلاث ضحايا، منهم ضحيتان على سلم الطابق الأول وضحية أخرى في شقة بالطابق الثالث. وأوضح والتر ديريو، المتحدث باسم فرق الإطفاء في بروكسل، أن الضحايا ربما حاولوا الإخلاء عبر السلم الذي كان ممتلئًا بالدخان والنيران.
تحذير وقائي في حالات الحرائق: عقب الحادث، قدمت فرق الإطفاء إرشادات وقائية لتفادي مثل هذه المواقف، حيث شدد المتحدث الرسمي على ضرورة عدم استخدام السلالم الممتلئة بالدخان كطريق للإخلاء، إذ يمكن أن تزيد من الخطر. يُنصح بالبقاء في الشقة، إغلاق الباب لمنع تسرب الدخان، والإبلاغ عن مكان تواجدك باستخدام الهاتف أو أضواء النافذة للفت أنظار فرق الإنقاذ.
فتح تحقيق في ملابسات الحادث: من جهته، أعلن مكتب المدعي العام في بروكسل عن فتح تحقيق في أسباب الحريق. وقد تم تكليف طبيب شرعي وخبير في الحرائق بتحليل الأدلة المتاحة لتحديد أسباب اندلاع النيران، وسط تقارير تفيد بأن المبنى الذي شهد الحادث غير صالح للسكن ويفتقر لمعايير السلامة. وقال فابريس كومبس، عمدة أندرلخت، إن المبنى كان يقطنه خمسة رجال عازبين وزوجان، وأكد أن الوضع غير الصحي للمبنى كان معروفًا لدى السلطات.
وبحسب بعض شهود العيان، فإن الضحايا المحتملين هم امرأتان وربما طفل، إلا أنه لم يتم تأكيد هذه المعلومات حتى اللحظة.