تثار بين الحين و الآخر، من قبل الذباب الالكتروني الجزائري، وبعض الأبواق التابعة لنظام العسكر، شائعات انقطاع الكهرباء في المغرب، تزعُم استمرار إمداد الجزائر للمغرب بالكـهرباء عبر خطوط الربط الكهـربائي بين البلدين، وأن الجزائر قد تقطع الكهرباء عن المملكة.
مصادر متطابقة، كشفت أنه وبالرغم من أن البنية التحتية لمشروع الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر قائمة؛ لكنها غير مفعلة، ولا تؤدي أي عمليات لتبادل الطاقة منذ ما يزيد على 36 شهرًا.
ويتصل النظام الكهربائي المغربي بالشبكة الكهربائية الجزائرية عبر رابطين كهربائيين بحريين بجهد 225 كيلوفولت، و400 كيلوفولت، دخل الأول حيز الخدمة في عام 1988، ويتضمّن خطين يربطان وجدة بالغزوات، ووجدة بتلمسان، في حين دخل الثاني، المكوّن من خطيْن بجهد 400 كيلوفولت، حيز الخدمة في عام 2008، ويربط محطة بورديم بمحطة سيدي علي بوسيدي.
المغرب والكهرباء الجزائرية
كان المغرب قد استورد آخر كمية كهرباء من الجزائر، في 31 أكتوبر عام 2021، عقب انتهاء العقد المتعلق بتوريد الغاز، ولم يكن لهذا الأمر تأثير كبير في تزود المملكة بالكـهرباء.
وقد أثار انقطاع الكهرباء في المغرب، مؤخرًا، تساؤلات عديدة بشأن أسباب حدوثه، في ظل ما يُتداول من أقاويل وشائعات في هذا الشأن.
ونفت مصادر مطّلعة، الشائعات المتداولة عن انقطاع الكهرباء بشكل متعمد في أي من مناطق المملكة، موضحة أن أي قطع للكـهرباء في أي مدينة أو حي هو قطع غير مقصود، يستمر لمدة قصيرة للغاية، بهدف إجراء عمليات الصيانة؛ سواء الدورية أو الطارئة.
من جانبها، كشفت مصادر في وزارة الطاقة المغربية، أن إمدادات الوقود لمحطات الكـهرباء مستقرة تمامًا، مؤكدة أن قطاع الكهرباء المغربي في أفضل حالاته.
وعليه فإن هذه شائعات قديمة ومتكررة، إذ إن الربط الكهربائي بين البلدين متوقف منذ نوفمبر من عام 2021.
الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر
قالت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في تصريح صحفي، إنه لا حقيقة لاستمرار تبادل الكهرباء بين البلدين.
وأوضحت الوزيرة، أن تبادل الكهرباء بين البلدين توقف تمامًا في اليوم الذي توقف فيه توريد الغاز الطبيعي من خلال أنبوب الغاز القادم من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب، في 1 نوفمبر من عام 2021، بعد قرار الجزائر بعدم تجديد عقد خط الغاز المغاربي الأوروبي، ما تسبَّب في أزمة كبيرة بين الجانبين.
وبرّر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون -حينها- قرار عدم تجديد الاتفاقية بأنه ردّ على تصرفات عدائية تجاه بلاده، وذلك بعد قرار الجزائر في 24 أغسطس من العام نفسه (2021) بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
وفي عام 2008، وُقّع اتفاق الربط الكهربائي بين المغرب والجزائر، ما سمح للأخيرة بدخول السوق الإسبانية وتصدير حتى 1000 ميغاواط إلى إسبانيا عبر المغرب، إذ تضمّن الاتفاق، حينها، بناء شبكة للربط الكهربائي قدرة 400 كيلوفولت في المغرب، بما يسمح بمد الكهرباء في الاتجاهين بين الجزائر وإسبانيا؛ ويتضمّن الاتفاق استيراد ما يصل الى 700 ميغاواط إذا اقتضت الحاجة.