يواجه موظف سابق في جهاز مكافحة الإرهاب الهولندي، اتهامات خطيرة بـ”تسريب معلومات سرية إلى المغرب”، حيث صرّح أمام قضاة محكمة روتردام، أمس الاثنين، أنه لا يرغب في مناقشة تفاصيل قضيته. مشيراً إلى أن ذلك “خطير”، نظراً لطبيعة عمله الحساس.
وفي أول ظهور علني له منذ توقيفه سنة 2023، قال (ع.م)، البالغ من العمر 65 عاماً، إنه غير قادر على الرد على أسئلة المحكمة، بسبب السرية التي تتطلبها مهامه ضمن جهاز مكافحة الإرهاب الهولندي. مشيراً إلى أنه عمل طيلة عقود كمترجم ومحلل لدى الهيئة الوطنية للأمن ومكافحة الإرهاب، كما اعتُبر خبيراً في شؤون التطرف الإسلامي.
وتفيد التحقيقات، وفق ما نقلته الشرطة المحلية، بأن المعني بالأمر، أوقف بمطار سخيبول بأمستردام في أكتوبر من عام 2023، حيث عُثر بحوزته على عشرات الأجهزة التخزينية التي تحتوي على “أسرار دولة”. وعند تفتيش منزله، تم العثور على نحو ألف وثيقة سرية، تضم مئات الملفات التابعة للاستخبارات الهولندية، و65 وثيقة من أجهزة الاستخبارات العسكرية.
وتُشير النيابة العامة الهولندية، إلى أن المشتبه فيه كان على مدى سنوات يقوم بطباعة وثائق سرية وأخذها إلى منزله، حيث كان يمسحها ضوئياً، ويخزنها إلكترونياً، “قبل أن يسافر إلى المغرب، لنقل المعلومات إلى أجهزة المخابرات هناك”، حسب الاتهامات الموجهة إليه.
ومع تغيير مهامه داخل جهاز مكافحة الإرهاب، استعان بزميلة له لمساعدته في طباعة الوثائق، وهي موظفة سابقة، تبلغ من العمر 35 عاماً، وقد تم توقيفها في نفس اليوم، ونُقلت لاحقاً للعمل لدى الشرطة الوطنية.
هذا، وولد المعني بالأمر في المغرب، وانتقل إلى هولندا لدراسة الفلسفة في الجامعة، بينما يؤكّد محاميه، بارت نويتهيدغت، أن التهم الموجهة إلى موكله، تفتقر إلى أدلة تثبت نقله لأي معلومات سرية إلى جهات خارجية. مشدداً على أنه “ظل دائماً موظفاً هولندياً مخلصاً”. كما برّر المتهم، احتفاظه بالوثائق في منزله، بحاجته إليها لإنجاز مهامه الكثيرة.
هذا، ومن المقرر أن يبقى (ع.م) قيد الاحتجاز، إلى حين انعقاد الجلسة التمهيدية المقبلة، في شهر دجنبر القادم.