ستشهد أسعار الرحلات الجوية من أمستردام ارتفاعا ملحوظاً بسبب الزيادة الكبيرة التي أعلنت عنها إدارة مطار سخيبول في الرسوم المفروضة على شركات الطيران. وتوقعت إدارة المطار أن تصل نسبة زيادة الرسوم إلى أكثر من 30% خلال السنوات الثلاث القادمة، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر للمسافرين من وإلى أمستردام.
زيادات الرسوم في مطار أمستردام وتأثيرها على أسعار التذاكر
أوضحت إدارة مطار سخيبول أن شركات الطيران ستتحمل زيادة تدريجية في الرسوم تصل إلى 37% بحلول عام 2027. وتهدف هذه الزيادات المتتالية إلى تمويل خطط تطوير المطار. إذ سترتفع الرسوم بنسبة 41% في عام 2025، ثم بنسبة 5% إضافية في عام 2026، قبل أن يتم تخفيضها بنسبة 7.5% في 2027. وتعزو الإدارة هذه الزيادة إلى الحاجة للاستثمار في جودة الخدمات والبنية التحتية للمطار، مع الإشارة إلى أن هذه المعدلات قد تتغير بناءً على حجم الاستثمارات والعوامل الخارجية الأخرى.
ويُتوقع أن ترتفع تكلفة تذاكر الطيران نتيجة لهذه الرسوم الإضافية، حيث ستُحمِّل شركات الطيران هذه التكاليف للمسافرين. وصرحت إدارة المطار بأن التكلفة الإضافية ستصل إلى نحو 15 يورو لكل راكب بحلول عام 2027. وفي بيان صادر عنها، أوضحت إدارة سخيبول أن الهدف من هذه الزيادة هو تمويل مشاريع تطويرية ضخمة، تصل قيمتها إلى 6 مليارات يورو، تشمل تحسينات واسعة في الخدمات ورفع كفاءة المطار.
وقال روبرت كارساو، المدير المالي لمجموعة “رويال سخيبول”، إن هذه الزيادة الحادة ضرورية لتحقيق طموحات المطار في مجال الجودة والاستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الأموال ستُستخدم لتحسين خدمات المطار وتطوير بيئة العمل ليشعر جميع العاملين بالمزيد من الرضا والاستقرار.
زيادة تكاليف الرحلات الليلية وتحفيز الطائرات الهادئة
إضافة إلى الزيادة العامة في الرسوم، سيشمل القرار فرض رسوم إضافية على الرحلات التي تستخدم المطار في ساعات الليل، في خطوة تهدف إلى الحد من التلوث الضوضائي. وتسعى إدارة المطار من خلال هذه الإجراءات إلى الحد من الإزعاج للسكان القاطنين بالقرب من المطار. كما سيتم تقديم حوافز لشركات الطيران التي تستخدم طائرات أكثر هدوءًا، في حين ستواجه الشركات التي تستخدم طائرات ذات ضوضاء أعلى فواتير أكثر ارتفاعًا.
وقال كارساو: “نسعى من خلال هذه الإجراءات إلى تقليل تأثير الضوضاء على جيراننا. رفع التكلفة للطائرات ذات الضوضاء العالية والرحلات الليلية سيساعد على تحقيق هذا الهدف، بل وقد يجعل من المستحيل لبعض الطائرات المزعجة العمل ليلاً.”
شركات الطيران تعبر عن استيائها من زيادة الرسوم
لم تلقَ هذه الزيادة ترحيبًا من شركات الطيران، حيث أعربت العديد من الشركات والمنظمات المرتبطة بقطاع الطيران عن قلقها من تأثير هذه الخطوة على مستقبل سخيبول ومكانته التنافسية في أوروبا. وصرح مارنيكس فرويتما، رئيس اتحاد شركات الطيران الهولندي (بارين)، بأن سخيبول سيكون من بين أغلى المطارات في أوروبا بعد هذه الزيادات، وهو ما سيؤثر سلبًا على جاذبيته.
ويخشى بعض قادة قطاع الطيران أن تؤدي هذه التكاليف المتزايدة إلى خسارة المطار للركاب الذين قد يختارون مطارات أخرى في المنطقة مثل دوسلدورف أو بروكسل. وقد عبّرت الرئيسة التنفيذية لشركة KLM، ماريان رينتل، عن مخاوفها من أن هذه التكاليف ستضعف دور سخيبول كمركز دولي حيوي، حيث قد تؤثر سلبًا على ترابط هولندا بالعالم، مما ينعكس بدوره على الاقتصاد الوطني.
تمثل هذه الزيادات في رسوم مطار سخيبول خطوة جريئة من إدارة المطار لتعزيز جودة خدماته واستدامته، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات حول تأثيرها على المسافرين وعلى شركات الطيران التي قد تبحث عن خيارات أخرى لتقليل التكاليف. وبينما تسعى الإدارة إلى تحقيق التوازن بين تحسين مستوى الخدمة وتقليل الضوضاء، يبقى التحدي الأكبر في الحفاظ على القدرة التنافسية للمطار ضمن سوق الطيران الأوروبي.