الشرطة الألمانية تعتقل سلفياً مغربياً استولى على تبرعات المساجد لاقتناء سيارات وساعات فاخرة

أوقفت السلطات الألمانية، في الآونة الأخيرة، سلفيا مغربيا، للاشتباه في اختلاسه تبرعات جمعها لبناء مساجد ومساعدة المحتاجين على الحج.

وكشفت تحريات الشرطة الألمانية أن المشتبه فيه، في عقده الثالث، كان يخصص جلسات للرد على استفسارات المغاربة في الأمور الدينية، قبل أن ينهيها بدعوته إلى جمع التبرعات لبناء المساجد، إذ حجزت أزيد من 350 ألف أورو لديه.

 

وبينت تحريات الشرطة الألمانية أن التبرعات المالية خصصها المتهم لاقتناء سلع فاخرة، إذ تم حجز ساعات فاخرة من نوع مشهور وسيارات فارهة، موضحة أن السلفي النصاب الذي يحمل الجنسية الألمانية والمقدونية الشمالية والمغربية أنفق حوالي خمسة آلاف أورو فقط لأغراض خيرية واحتفظ لنفسه بباقي أموال التبرعات للإنفاق على حياته المرفهة.

 

واستغل المشتبه فيه، الملقب ب”عبد الحميد”، مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أكبر عدد من التبرعات، إذ يتابعه أزيد من 200 ألف شخص على “أنستغرام”، ودأب على دعوة متابعيه إلى التبرع منذ 2021 لأغراض متعددة، من بينها على سبيل المثال التبرع لفائدة الأطفال الأيتام أو لبناء المساجد أو إطعام المسلمين الفقراء الذين يؤدون فريضة الحج.
وعرف عن المتهم بأنه يظهر بشكل يجمع بين الدعوة الإسلامية وأسلوب “راب العصابات”، مرتديا قبعة “البيسبول”، أثناء تقديم خطبه المطولة حول قضايا دينية تتعلق بيوم القيامة والحساب في الآخرة.

 

وأظهرت التحقيقات أيضا، تورط زوجة “عبد الحميد” وشقيقته في النصب والاحتيال باسم أعمال الخير ونصرة الإسلام، كما تم تفتيش شقة شاهد في القضية، والتزم المتهمون الصمت حيال التهم الموجهة إليهم، علما أن السلطات الألمانية أصدرت مذكرة توقيف بحق عبد الحميد منذ فترة، وتتابع الشرطة التحقيق معه منذ مدة في إطار عمليات نصب مشابهة، إذ يواجه احتمال السجن لمدة تتراوح، بين عام و10 سنوات في حال إدانته بتهم الاحتيال.

 

وأفادت سلطات التحقيق الألمانية أن قرار الاعتقال صدر بعد رصد معلومات أن “النصاب يعتزم الهرب إلى إحدى الدول العربية، وتم احتجازه بدعوى خطر احتمال الفرار والعودة إلى الجريمة. كما يتم التحقيق مع شقيقة عبد الرحمن وخطيبته، التي من المفترض أن يتزوجها، علما بأنه سبق له الزواج والطلاق مرتين”.

 

يذكر أن عمليات الاحتيال التي تستهدف المتبرعين من أفراد الجالية المغربية في أوربا أصبحت تثير القلق من استغلالها من قبل المتطرفين، خاصة مع انتشار أساليب احتيالية أخرى تعتمد على شخصيات دينية أو مؤثرين مشهورين يجمعون أموالا لأغراض خيرية، ثم يستخدمونها في قضاء أغراضهم الشخصية.وفق ما أوردته يومية الصباح.