بعد فشلها في عزله اقتصاديا.. هل تسعى الجزائر لمحاصرة المغرب عسكريا؟

بعدما فشلت في عزل المغرب وحصاره اقتصاديا بمحاولة إنشاء “تكتل مغاربي” يستثني المغرب، يرى متتبعون أن الجزائر تسعى مجددا لمحاصرة المغرب اقتصاديا وعسكريا عبر الضغط على الجارة الموريتانية، التي فضلت عدم المشاركة في خطوة “التكتل الثلاثي” الذي جمع الجزائر وتونس وليبيا.

آخر فصول هذا الضغط على موريتانيا، حسب مراقبين، في محاولة لعزل المغرب عن محيطه المغاربي هي الزيارة الرسمية التي بدأها الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، أول أمس الثلاثاء، إلى موريتانيا، بدعوة من الفريق المختار بله شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، حسب ما ذكرت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية.

 

أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، اعتبر أن زيارة شنقريحة لموريتانيا تأتي في إطار النسق الذي من خلال تتحرك الجزائر ضد المصالح المغربية في اتجاهات عسكرية، لمحاولة العمل على إيجاد تحالفات استراتيجية لمحاصرة المغرب اقتصاديا وعسكريا، مسجلا أن هذا الأمر أصبح هو ديدن المسؤولين الجزائريين العسكريين وغير العسكريين اليوم.

 

وعن حضور “هاجس التكتل الثلاثي” في هذه الزيارة، قال الشيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، إن طبيعة هذه “الشراكة” هي اقتصادية وتنموية وذات طبيعة تكاملية على المستوى الاقتصادي، مضيفا أن “تدخل شخص كشنقريحة في هذا الموضوع يبدو غريبا، إذ كيف يمكن لعسكري أن يكون له رؤى اندماجية وتكاملية، مع العلم أن مهامه بالأساس هي ذات طبيعة أمنية”.

 

وبعد أن استبعد “نجاح مسألة الاندماج والتعاون والتكامل في إطار شراكة جزائرية تونسية ليبية”، أكد شيات، أن “محاولة محاصرة المغرب بإقامة منظمة إقليمية تستثني المغرب، فيه هجوم مباشر ضد المصالح المغربية”، مردفا أنه “لابد أن يكون هناك اتحاد مغاربي بكل مكوناته الخمسة أو أن لا يكون أي شيء فهذا هو المبدأ”.

 

وفي المقابل، استبعد مصدر سياسي موريتاني رفيع المستوى طلب الاحتفاظ بإسمه، في تصريح للموقع الدولي “عربي 21″، أن تكون زيارة شنقريحة لموريتانيا موجهة ضد المغرب.

 

وقال المصدر ذاته، إن “موريتانيا دولة مغاربية مستقلة وذات سيادة وتدرك حجمها ولا يمكنها أن تكون أداة في يد أي دولة إقليمية ضد أخرى.. وإذا كان المقصود بذلك أن تكون موريتانيا أداة جزائرية ضد المغرب، فهذا أمر غير وارد”.

 

وأضاف أن “موريتانيا تربطها علاقات متينة مع كل من الجزائر والمغرب، وقد رفضت في وقت سابق الانخراط في اللقاء المغاربي الثلاثي الذي ضم الجزائر وتونس وليبيا على اعتبار أنه خطوة لوأد الاتحاد المغاربي…”.

 

وأشار المصدر السياسي ذاته، أن زيارة الفريق السعيد شنقريحة إلى موريتانيا تأتي بعد فتور في العلاقات بين البلدين بسبب اتهامات جزائرية لموريتانيا بإقامة علاقات عسكرية مع الناتو والإمارات وهو أمر غير صحيح، وإن كانت هناك زيارات عسكرية فذلك يدخل في إطار التعاون العسكري ليس إلا”، وفق تعبيره.