اكتسح المنتخب الوطني لكرة القدم، بقيادة مدربه وليد الركراكي، منتخب إفريقيا الوسطى بنتيجة (5-0)، مساء أمس السبت، على الملعب الشرفي في وجدة، لحساب الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الثانية المؤهلة إلى بطولة كأس أمم أفريقيا، المقررة إقامتها في المغرب 2025.
وقدم منتخب أسود الأطلس أداء مقنعا طيلة المباراة، بعدما نجح في إحراز خمسة أهداف متتالية، بواسطة عبد الصمد الزلزولي وعز الدين أوناحي (هدفين)، وأشرف حكيمي وسفيان رحيمي.
وساهمت ثلاثة عوامل في الانتصار العريض لمنتخب المغرب على أفريقيا الوسطى، أبرزها عودة الروح الجماعية واستعادة القوة الهجومية، إضافة إلى المساندة المطلقة للجماهير المغربية.
عودة الروح الجماعية
استعاد المنتخب الوطني أداءه المعهود، بعدما ظهر أكثر انسجاما داخل الملعب واستحواذا على الكرة، وأيضا أكثر تهديدا لمرمى منتخب أفريقيا الوسطى، خلافا للمباريات السابقة، التي عانى فيها منتخب أسود الأطلس فراغا في خطوطه، ولا سيما في خطي الدفاع والهجوم.
ونجح زملاء القائد أشرف حكيمي في استعادة الروح الجماعية، إذ بدا ذلك واضحا في تلاحم وانسجام اللاعبين على أرضية الملعب، بمن فيهم الوافدان الجديدان على منتخب أسود الأطلس: جمال حركاس ويوسف بلعمري، اللذان قدما أداء مميزا، رغم ظهورهما الأول بقميص المنتخب الوطني، ولم يكن ذلك ليتحقق لولا روح المجموعة التي أبانها اللاعبون بالميدان.
استعادة القوة الهجومية
استطاع المنتخب الوطني التغلب على العقم الهجومي، الذي عاناه مهاجموه في المباريات الأخيرة، بعدما تمكن من تسجيل خمسة أهداف ضد منتخب إفريقيا الوسطى، إذ كانت هذه المباراة فرصة أمام المدرب وليد الركراكي لإصلاح بعض الهفوات في خط الهجوم، بعد التعديلات التي أجراها بالاعتماد على الثنائي: أيوب الكعبي وسفيان رحيمي، منذ انطلاق المباراة، لأول مرة، وأيضا إشراك كل من عبد الصمد الزلزولي وإلياس بن صغير، الشيء الذي جعل منتخب أسود الأطلس يخلق أكبر عدد من الفرص أحرز منها خمسة أهداف، وهو ما يؤشر إلى استعادة قوته الهجومية، في انتظار تصحيح بعض الهفوات، بعد عوة أسماء بارزة غابت عن مباراة أفريقيا الوسطى بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بإبراهيم دياز وحكيم زياش ونصير مزراوي.
المساندة المطلقة للجماهير
شهدت مباراة المنتخب الوطني ضد إفريقيا الوسطى حضورا كثيفا للجماهير المغربية، التي حضرت بأعداد غفيرة لدعم ومساندة اللاعبين، علما بأن المئات من المشجعين لم يتمكنوا من الدخول إلى الملعب، نظرا لطاقته الاستيعابية المحدودة، التي لم تتجاوز 19 ألف مقعد.
وساهم العدد الكثيف للجماهير وقرب المدرجات من أرضية الملعب في تحفيز اللاعبين وتشجيعهم لتحقيق الفوز الكبير، من خلال الهتافات والأهازيج، التي رددها المشجعون طيلة المباراة، ما خلق أجواء حماسية داخل الملعب وخارجه.
واستُقبل لاعبو المنتخب المغربي بحفاوة كبيرة منذ حلولهم بمدينة وجدة، خصوصا أنها المباراة الثانية، التي تُقام على الملعب الشرفي منذ خمس سنوات، بعد الأولى التي جمعت منتخب المغرب بنظيره الليبي عام 2019.