خيبة 1998 حكاية البرازيل تعود للواجهة

لم تمر دقائق على إعلان نتائج قرعة كأس العالم 2026، التي أقيمت مساء الجمعة 5 دجنبر بواشنطن، حتى اندفعت الذاكرة الجماعية للمغاربة نحو صيف 1998، حين وجد المنتخب الوطني نفسه في مجموعة تكاد تتطابق مع مجموعة اليوم: البرازيل، اسكتلندا، ومع فرق وحيد هو استبدال النرويج بهايتي.

إنه تكرار لملامح الماضي، لكنه يأتي هذه المرة محمّلاً بآمال جديدة وطموحات أكبر.

 

ذكريات 1998… انتصار جميل وصدمة لا تُنسى
في مونديال فرنسا 1998، قدّم المنتخب المغربي أداءً مميزاً في دور المجموعات. بدأ مشواره بتعادل مثير أمام النرويج (2–2)، ثم خطف الأضواء بانتصار رائع على اسكتلندا (3–0 في النص الأصلي، و2–1 حسب مصادر أخرى، لكن الأهم أنه فوز مستحق)، قبل أن ينهزم أمام البرازيل بثلاثية نظيفة، في مباراة واجه فيها “الأسود” أسماء عالمية ثقيلة.

 

ومع نهاية الجولة الثالثة، كان المغرب قد قدّم ما يكفي ليقترب من التأهل التاريخي. كان كل شيء مرهوناً بنتيجة مباراة البرازيل والنرويج؛ إذ كان المغرب يعوّل على “السيليساو” للفوز أو التعادل، وهو سيناريو كان سيمنح التأهل للمغاربة.
لكن المفاجأة جاءت صادمة: النرويج قلبت الطاولة في اللحظات الأخيرة وحققت الفوز بهدفين مقابل هدف.
انطفأ الحلم فجأة، ووجد المغاربة أنفسهم خارج المنافسة رغم الأداء الرفيع الذي قدّمه الجيل الذهبي.

 

تلك الليلة بقيت محفورة في الذاكرة، ليس فقط بسبب الخيبة، بل لأنها وثّقت قوة المنتخب المغربي وقدرته على منافسة الكبار.

 

2026… مواجهة البرازيل مجدداً ولكن بروح مختلفة
اليوم، وبعد إعادة التاريخ بصيغة جديدة، سيبدأ المغرب مشواره في مونديال 2026 بمواجهة البرازيل مرة أخرى. وما بين لقاء الأمس ولقاء اليوم، تغيّر كل شيء تقريباً…
فـ“أسود الأطلس” يدخلون هذه النسخة بثقة مضاعفة بعد الإنجاز العالمي في قطر 2022، حيث احتلوا المركز الرابع كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي.

 

ابتسامة وليد الركراكي عقب مشاهدة اسم البرازيل في المجموعة لم تكن محض صدفة، بل عكست طموحاً واضحاً في مواجهة الكبار، وثقة في قدرة المنتخب المغربي على مجاراة أي منافس مهما بلغ وزنه.

 

وإذا كانت مواجهة البرازيل في 1998 كانت حُكماً قدره التاريخ، فإن مواجهة 2026 تبدو فرصة جديدة لكتابة نهاية مختلفة للحكاية.
أما مباراتا اسكتلندا وهايتي، فستكونان محطتين أساسيتين في رحلة البحث عن التأهل، خاصة أن المغرب بات يدخل المونديال بصفة منتخب قادر على الفوز وليس فقط المنافسة.

 

بين الأمس واليوم… حلم واحد لا يتغير
هكذا يعود المغرب إلى المونديال بروح جديدة، لكن بذاكرة لا تنسى.
ذكريات 1998 تحمل حنيناً وألماً، أما 2026 فيحمل أملاً وقوة وثقة أكبر…
وبينهما، يظل حلم التأهل للدور الثاني هو النبض الذي يجمع كل أجيال “أسود الأطلس”.