ألقت الشرطة الإسبانية في مقاطعة أليكانتي القبض على امرأة من أصل جزائري (27 سنة) عقب كشفها متهمة بصب سائل مهيج في عيني ابنها البالغ سنتين، بما أدى إلى توقف متكرر لعلاج الطفل بالمستشفى وخطورة على بصره، فيما تشير التحقيقات الأولية إلى أن الطفلة الكبرى (7 سنوات) تعاني من فقدان البصر أيضا نتيجة إصابات مماثلة.
أوضحت مصادر طبية أن حالة الطفل استوجبت إدخاله للمستشفى منذ أغسطس الماضي، وأن الأطباء تبين لديهم أن إصاباتهما قد تكون ناجمة عن تعرض خارجي، ما فعل بروتوكولات الحماية للأطفال وأدى إلى إشعار النيابة والشرطة. وتمت إحالة الملف إلى الجهات القضائية المختصة، مع إصدار أمر بالابتعاد عن الضحايا وحجز الطفل تحت رعاية الجهات المختصة في Generalitat Valenciana.
وتبحث الشرطة الوطنية في عدة فرضيات من بينها تعرض الأم لاضطرابات نفسية قد تكون سببا في أفعالها، وفق ما نقلته مصادر أمنية وإعلامية إسبانية؛ كما تواصل الفرق القانونية والطبية تحقيقاتها لتحديد شكل السائل المستخدم ومدى تعمده والإطار الزمني للأحداث.
انتشرت على مواقع التواصل ومجموعات إخبارية عربية روايات تفيد بأن الدافع وراء هذا الفعل كان الحصول على مزيد من الإعانات الاجتماعية، لكن حتى الآن تظل هذه الروايات موضوع تحقيق وجزءا من الشائعات المتداولة، ولم تعلن النيابة العامة الإسبانية عن قرار نهائي بخصوص الدوافع المرتبطة بالمنافع المالية. الصحف الإسبانية تناقش هذا الطرح على أنه فرضية قيد البحث وليس حقيقة مثبتة.
تأتي هذه القضية لتعيد إلى الواجهة مخاوف من حالات إساءة قد تخفى خلف طلبات الحماية أو الاستفادة من أنظمة الدعم الاجتماعي، وتضع مسؤولين صحيين وقضائيين أمام تحدي اكتشاف مثل هذه الحالات مبكرا لمنع تكرارها. وتؤكد الجهات الرسمية على ضرورة الاعتماد على التحقيق الطبي والقضائي قبل تبني استنتاجات نهائية.
في انتظار نتائج التحقيق الرسمي والمحاكمة، تبقى هذه الوقائع قيد التدقيق القضائي والطبي، مع تشديد منظمات حماية الطفل على أهمية اليقظة الإعلامية والاجتماعية لإحالة أي مظاهر عنف أو إصابات غامضة إلى الجهات المختصة فورا لحماية الضعفاء من الأطفال.
