كشف وزيرُ الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، عن طريقة تعاطي بلاده مع جبل التروبيك الغني بالمعادن والواقع قبالة السواحل الجنوبية للمملكة المغربية.
ولم يُــخْفِ ألباريس، في مقابلة مع صحيفة “DIARIO DE AVISOS”، تخوُّف بلاده من ترسيم الحدود المغربية وأثرها على جبل “التروبيك”، موضحا أن “ما تقوم به بلاده هو إعادة تنشيط مجموعة ترسيم المياه هذه، بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل 15 عامًا، وستكون مرتبطة بشكل كامل و مطلعة”.
كما لم يُخْفِ المسؤول الإسباني نفسه أطماع بلاده في ما يحتويه هذا الجبل المعدني من ثروات نادرة، وذلك في معرض جوابه عن سؤال بشأن “النزاع الذي تمت تسويته في الأمم المتحدة بشأن تمديد الحقوق في رواسب المعادن النادرة في الجبال البحرية مثل جبل التروبيك الواقع قبالة سواحل الداخلة.
وأكد ألباريس جوابا على موضوع جبل “التروبيك”، بأنه “لا جديد في الأمر، إذ يتم إجراء تفكير عالمي حول كيفية الإستفادة بشكل أفضل من هذه المواد في المستقبل”، مشيرا إلى أنها “ليست قضية تخص وزارة الخارجية فقط، وما يمكن لإسبانيا القيام به هو ضمان الإطار الذي يتم فيه الإمتثال لأنظمة الأمم المتحدة”.
يذكر أن المغرب قد صادق سنة 2020 على ترسم حدوده البحرية ونشرها في الجريدة الرسمية، وهو ما أثار حفيظة الإسبان واعتبرته صحف إسبانية “أمرا غير قانوني”، و أرجعت تقارير إعلامية دولية سبب الغضب الإسباني، إلى ما وصفته بـ”كعكة الكنز الأطلسي”.
مشيرة إلى أن “عيون الإسبان منصبة منذ سنة 2017 على الجبل البركاني الذي يسمى “المدار” و يعرف بـ”تروبيك”، و الذي يقع قبالة السواحل الجنوبية للمغرب، على بعد 450 كيلومترا من المنطقة البحرية الإقتصادية الخالصة المغربية(ZEE)، في حين يقع جنوب غرب جزر الكناري، خارج المنطقة الإقتصادية الإسبانية، أي على بعد 463 كيلومتراً و خارج المنطقة الإقتصادية الخالصة لموريتانيا؛ الشيء الذي يجعل استغلال الثروات المعدنية التي يتوفر عليها هذا الجبل/الكنز المكتشف سنة 2017 مرتبطاً بمدى التوصل إلى اتفاق بين الرباط و مدريد بالدرجة الأولى، و مع موريتانيا بالدرجة الثانية.
جدير بالذكر أن جبل “التروبيك” الكنز، يتوفر على أطنان كبيرة من المعادن، بينها الذهب ومعدن التيليريوم الذي تحتاج إليه الشركات التكنولوجية العالمية لإنتاج الألواح الشمسية والهواتف فائقة الذكاء و الصناعات الإلكترونية المتطورة، حيث أصبح هذا الجبل محط أنظار شركات التنقيب الكبرى من بريطانيا و ألمانيا و فرنسا و الصين و الهند و أمريكا و كوريا الجنوبية.